اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن “المأساة السورية” واحدة من أعظم الأزمات الإنسانية ولعلها الأكبر منذ بداية هذا القرن، معتبرا أن التعامل مع الرئيس بشار الأسد سيكون استفزازا لكثير من السوريين وسيزيد من تقسيمهم.
ودعا فابيوس في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه “للايفاء بالتعهدات التي قدمت للمساعدات الإنسانية وإغاثة الشعب السوري”، مشيرا الى أنه لا يتم احترام هذه التعهدات في كثير من الأحيان.
واعتبر الوزير الفرنسي أنه “عندما نكتب تاريخ المأساة السورية سندرك أنها واحدة من أعظم الأزمات الإنسانية ولعلها الأكبر منذ بداية هذا القرن”، مضيفا أن عدد القتلى في الصراع السوري يتراوح بين 220 ألف و230 ألف قتيل لحد الان”.
وحذر من أنه الى جانب عدد الضحايا المرتفع “هناك مسألة السوريين المشردين واللاجئين وجميع ما ترتب من ذلك على الدول المجاورة التي تتعامل مع مشكلة اللاجئين في ظل أوضاع مرعبة ما يتطلب زيادة التمويل والمساعدات الإنسانية”.
وأشار إلى أنه خلال محادثات جنيف في حزيران 2012 كان “هناك أمل لإيجاد حل وكانت المناقشات تدور حول الى أين سيتم إرسال الرئيس بشار الأسد”، مؤكدا “أنه في تلك المرحلة لم تكن هناك تدخلات خارجية في سوريا ولم يكن هناك ارهابيون لكن لم تتم تنحية بشار الأسد”.
ولم تتوصل جولتا التفاوض المباشرة بين الحكومة والمعارضة ضمن إطار “جنيف2” إلى أي نتائج ملموسة بسبب خلافات على مقررات “جنيف1” وموضوع الإرهاب، وسط دعوات دولية لاستئناف المحادثات بين الطرفين.
وحذر الوزير الفرنسي من أن “التعامل مع الأسد سيكون استفزازا لكثير من السوريين وسيزيد من تقسيم الشعب السوري، معتبرا أنه “إذا كان لنا أن نسمح لأنفسنا بأن نعتبر أن بشار الأسد يمثل مستقبلا لشعبه ونقترح هذا كحل للأزمة فإن ما لا يقل عن نصف الشعب السوري سيذهب أكثر للجماعات الإرهابية لأنهم لن يقبلوا بمستقبل يشمل طرفا يعتبر أصل هذه المأساة”.
وتطالب فرنسا بالإضافة إلى العديد من الدول وأطياف من المعارضة السورية بتنحي الرئيس الأسد، وألا يكون له دور في المرحلة الانتقالية، فيما أعلنت الحكومة السورية ان مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه أعمال القصف والاشتباكات في مناطق عدة من البلاد، مما أدى لمقتل أكثر من 200 ألفا بحسب مصادر حقوقية, ولجوء أكثر من 3 ملايين سوري إلى خارج البلاد, تزامنا مع تعرض مواقع لضربات من تحالف تقوده واشنطن وبمشاركة دول عربية، في إطار محاربة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة“.