عندما ندعم الاتحاد الوطني الكردستاني ندعم الحرية والديمقراطية

Share Button

       الفرصة كانت ممتعة ومفيدة يوم تشرّفتُ بأول لقاء مع الرئيس المناضل مام جلال الطالباني عام 1991. دون مقدمات بدأ الراحل بتوضيح معاناة الكرد في تلك الفترة العصيبة، أثناء حديثه استوقفه أحد الرفاق وقال الحزب الذي تتحدث عنه يعادي حزبكم والديمقراطي الكردستاني أيضا لا بل البعض منهم يشتمك وينعتك بنعوت لا تليق بمقامك، فكان ردّه سريعا أعرف كاكه، فليشتموني فالشتائم تذهب مع الرياح وأنا أناضل حسب إيماني وقناعاتي وربما من يعادينا اليوم يكون معنا في خندق واحد مستقبلا. أذهل مام جلال بردّه الرفاق الحاضرين وقد بدا واضحا تجرّده من النزعة الثأرية الانتقامية المستشرية  في الشرق الأوسط.

الاتحاد الوطني الكردستاني ربيب هذه العقلية والمدرسة التي رضعت من قناعات المناضل مام جلال ورفاق دربه من المتنورين والأكاديميين من حملة الشهادات العليا ومن مختلف الاختصاصات، إذا، رغم السلبيات والأخطاء حسب تفسيرات البعض يبقى الاتحاد الحزب الذي قدم كغيره آلاف الشهداء من خيرة كوادره في المعتقلات تحت التعذيب وفي ساحات المعارك على جبال كردستان. إن ما يميز الاتحاد أنه يتقبل الاخر والرأي المختلف وهذه الحقيقة يدركها كل من يتجرد من نواميس الكيدية والتبعية العمياء. حيث لم يتعاطى هذا الحزب مع المختلف في الرأي باللجوء إلى أساليب التصفية الجسدية والانتقام، بهذا المنطق والذهنية السياسية المتألقة استوعب هذا الحزب وعلى رأسه الرئيس الراحل جلال الطالباني كافة أقطاب السياسة وحتى الأدب في اقليم كردستان وعموم العراق من الكرد والعرب على حد سواء، ولم يتجرأ أحد -بوجوده- من السياسيين العراقيين التطاول على الكرد. فنال بذلك إعجاب واحترام القريب والبعيد والعدو والصديق ممن التقى به، فكان الشخص الأنموذج على إدارة الاتحاد الوطني الكردستاني.

نتمنى أن تستمر هذه العقيدة السياسية التي وضع مام جلال أولى لَبِناتها وأن تأخذ مداها ليس في اقليم كردستان العراق وإنما في كافة أجزاء كردستان، كما إننا عندما نعبر عن تأييدنا للاتحاد الوطني الكردستاني إنما ننطلق من العلاقات المتوازنة بين حزبينا، ولم نخفِ موقفنا في أوج علاقاتنا في الديمقراطي التقدمي في أكثر من حدث ومحطة نحو الاتحاد ليكون ذلك واضحا لدى فقهاء السياسة ممن لا يروق لهم تعاطفنا مع حزب شقيق كما لم نغض الطرف يوما عن السلبيات والأخطاء في مراحل عدة من تاريخ علاقاتنا الثنائية وكنا نعلن عن مواقفنا علنا وبكل جرأة دون أن تتأثر تلك العلاقة باختلاف رؤانا.

عندما نعبر عن تأييدنا للاتحاد إنما نمارس حقنا الطبيعي كي تأخذ الحرية والديمقراطية حسب قناعاتنا طريقها لتنشتر تلك القيم في المجتمع الكردستاني. لأن هذا الحزب  حقا حزب الحرية والديمقراطية، فالتظاهرات التي عمت السليمانية وغيرها من المدن التي يشكل فيها الاتحاد الأكثرية دليل ساطع على ترجمة ما نقول وندعو اليه كما لا يمكن لأحد  أن يتهم هذا الحزب بأنه تدخّل يوما في شؤون الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان.

إننا سنبقى دوما على التواصل مع كافة الأحزاب الكردستانية ولن يكون هناك استثناء للدعم والتأييد أو الانتقاد لأحد آخذين بعين الاعتبار إرادة شعبنا في كافة أجزاء كردستان ولن يكون هذا التعاطف ميكانيكيا أو نابعا من الطاعة العمياء التي تتخطى كل الحواجز لصنع القديسين لاختزال وجود الكرد وحقوقهم في شخص القائد الضرورة في شرقنا المثقل بأوهام لا يطيقها سويّ وتنفر منها المسامع.

 

 

قامشلو : 6 – 5 – 2018

مكتب الاعلام للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

  

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 649 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد (649) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : ليس من ...