إن مايجري في المنطقة، وخاصة في السنين الاخيرة منذ اندلاع ما يسمى بثورة الربيع العربي، والتحديات الكبيرة الحاصلة في المنطقة كان لابد من أن تدفع إلى وحدة الصف الكردي لمقارعة هذه التحديات الخطيرة ولاننكر بأنه كانت هناك محاولات منذ بداية الأزمة السورية والتي تمخضت عن المجلس الوطني الكردي وصولا إلى الهيئة الكردية العليا إثر إتفاقية دهوك، لكن هذه الاتفاقية الأخيرة ولدت مشوهة ولم تمضي طويلا.
في الحقيقة إن المحاولات التوحيدية التي حصلت لم ترتقي إلى مستوى طموحات الشعب الكردي في روح آفا وسرعان ما أنهارت نتيجة تأثير الأجندات الخارجية والانانيات الحزبية الضيقة، ومنذ إنهيار الهيئة الكردية العليا لم نرى أية محاولات للتقارب الكردي-الكردي سوى من الحزب الديمقراطي التقدمي في أكثر من مناسبة، لكنها وللأسف الشديد لم ترى آذانا صاغية.
إن الحالة الكردية الراهنة والغزو التركي ومرتزقته على أهلنا في عفرين والتي إن استمرت طويلا ستكون نتائجها وخيمة على شعبنا في عفرين، من هذا المنطلق وفي هذه اللحظات وأكثر من أي وقت مضى لابد من الإسراع وبدون كلل أو ملل للوقوف صفا واحدا والمبادرة الفعلية من قبل جميع أطراف الحركة الكردية للحد من هذا الغزو والذي لا قدر الله سيكون نتائجه وخيمة على كل روح آفا، لأن لعفرين أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة الكرد.