علي يوسف: مرة اخرى الجزائر والوساطة السيئة

لازالت الذاكرة الكردية تحتفظ بالدور السلبي الذي لعبته جزائر في اتفاقية جزائر المشؤومة عام 1975 بين العراق بقيادة صدام حسين وإيران بقيادة محمد رضا بهلوي في عهد الرئيس الجزائري هواري بومديان لغرض اخماد الثورة الكردية بقيادة المُلا مصطفى البارازاني المطالبة بالحكم الذاتي للكرد وكانت من نتائج الوساطة الجزائرية حينذاك وصول الطرفين المتنازعين على شط العرب بان تنازل العراق عن نصف شط العرب عكس ما كان متفقا علية بين ايران وبريطانية عام 1937 عندما كان العراق تحت السيطرة البريطانية وذلك التنازل لقاءايقاف ايران دعمه للثورة البارزانية ، وكانت من مسببات تلك الاتفاقية اخماد الثورة ووأد الحلم الكردي وبدء الحكومة العراقية بالتفنن بقتل وتهجير وتشريد الكرد من ديارهم الى ان وصل به الامر الى ضرب حلبجة بالاسلحة الكيماوية وحملات الانفال .

تعيد اليوم للذاكرة ذلك الدور السيء الذي لعبته جزائر بان تعيد الكرة مرة اخرى وان تسيء للكرد محاولة الوقوف امام طموحاتهم المشروعة في سوريا المستقبل وذلك عندما طرح الكرد مشروعهم الفدرالي تسعى جزائر هذه المرة للوساطة بين النظام السوري وتركيا بهدف تحديد الرؤى فيما يتعلق بالكرد رغم اختلافهم على كل الأمور الاخرى .

ولكي لا يعيد التاريخ نفسه كردياً مرة اخرى ولكي لا نكون ضحايا استغلال المحاور من قوى إقليمية وعالمية وتضيع الفرصة مرة اخرى يتوجب الإسراع في توحيد الصف والموقف الكرديين وإلا فان حقوقنا الكردية في خطر خاصة وكلنا رأى وسمع ما حصل في جنيف 3 من تهميش لدور الكرد والتوافق الذي حصل بين المعارضة والنظام على تبني الموقف السلبي من حقوق الكرد . من هنا ومن حيث المحاور والمصالح الإقليمية والدولية ومحاولة الوقوف دائماً امام التطلعات الكردية مرة بتسليط التكفيريين والارهابيين على الكرد واُخرى بتسليط الشوفينيين العروبيين عليهم أمثال اسعد الزغبي وغيره

استدراكاً لخطورة الوضع ومن قراءة متعمقة للماضي والحاضر والمستقبل ومن موقف المسؤولية التاريخية كان نداء الاستاذ عبد الحميد درويش ودعوته الى كافة الفصائل الكردية لتوحيد الصف والموقف وضرورة تشكيل وفد كردي مستقل وموحد الى مؤتمر جنيف المقبل وبذلك نكون قد حافظنا او حاولنا الحفاظ على ضمان حقوق الكرد ضمن سوريا المستقبل وان اي تماطل في هذا الامر ومن اي فصيل كان إنما يساهم قصداً او من غير قصد للقضاء على الحقوق الكردية وسيتحمل مسؤوليته امام الشعب والتاريخ .