“علي شمدين” لِـ (الپارتي نيوز): وحدة الصف الكُردي مطلب جماهيري عام

انسحب حزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا من المجلس الوطني الكُردي وكان قرار مؤتمرهم الأخير، ليظهر مُجدداً سكرتير الحزب الأستاذ “عبد الحميد درويش” ويضع على طاولة التقدمي ورقة العودة إلى المجلس، خطاب درويش والمطالبة بوحدة الصف الكُردي ووفد كُردي مستقل إلى جنييف والانسحاب من هيئة العُليا للمفاوضات والائتلاف السوري، وعن زيارته للعاصمة الروسية “موسكو” وطلبه من الروس. وللنقاش حولها، كان لموقعنا “الپارتي نيوز” لقاء مع “علي شمدين” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا.
1- في الأمس انسحب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا، من المجلس الوطني الكُردي، واليوم حسب خطاب سكرتير حزبكم الأستاذ عبد الحميد درويش يقول لا مانع من العودة إليه!؟ ما الذي تغيير في المجلس حتى قررتم العودة؟ هل أزيلت الاسباب التي أدت إلى خروجكم من المجلس؟ وما هي؟

شمدين: الحقيقة إننا لم ننسحب من المجلس الوطني الكردي في سوريا هكذا من دون أسباب موضوعية، وقد ترددنا كثيراً حتى إتخذنا مثل هذا القرار لأننا وكما تعلمون كنا من المؤسسين الرئيسيين لهذا الإطار ومن الحريصين على تطويره ليكون الممثل الحقيقي للشعب الكردي في سوريا، ولكن مع الأسف الشديد كان هناك طرف بعينه مصراً على التفرد في دفعه باتجاه آخر، وللعلم فإننا لم نقرر العودة إليه بعد، لإن إيّة مبادرة في هذا الاتجاه سوف تكون مرهونة بتسوية جادة لتلك الأسباب، وهذا ما يقوله أيضاً الرفيق عبد الحميد درويش سكرتير حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.

2- هل التقدمي جاد للعودة إلى المجلس؟

شمدين: نعم بكل تأكيد، ليس هذا فقط وإنما مازلنا نشعر بالمرارة على إصرار البعض من داخل المجلس على التضييق على حزبنا ولجم دوره وبالتالي دفعه لإتخاذ مثل هذا القرار كما أسلفنا، ولا أدل على ذلك أكثر من تجنبنا الإنجرار حتى اللحظة لأيّة مواجهة سياسية مع المجلس الوطني الكردي في سوريا، وإنما الوقوف إلى جانب ممثليه المشاركين ضمن وفد الإئتلاف إلى مفاوضات (جنيف3).

3- الاستاذ حميد يطالب بوحدة الصف الكُردي، ما هي مقومات هذه الوحدة، هل الشروط متوفرة برأيكم!؟

شمدين: إن ما يدفع الرفيق عبد الحميد درويش، وبإعتباره أبرز مؤسسي الحركة السياسية الكُردية في سوريا، إلى المطالبة بوحدة الصف الكُردي، وتحديداً دعوته للمشاركة في المحادثات الجارية في جنيف بوفد مشترك وبموقف موحد، هو شعوره العميق بخطورة الظرف الذي يمر به الشعب الكُردي في سوريا، وإحساسه الدقيق بمسؤوليته التاريخية تجاه حقوقه القومية التي بات الشوفينيون يتلاعبون بها بغطرسة وغرور إلى حد النفي والانكار، وذلك نتيجة لتشتت حركته السياسية وتمزق صفوفها بهذا الشكل المخيف، فضلاً عن إن مثل هذه الدعوة هي واجب قومي لايحتمل التذرع بتوفير المقومات أوالشروط، وهي في الوقت ذاته مطلب جماهيري عام لا يستدعي أيّ تكليف من أحد.

4- سكرتير حزبكم طالب بانسحاب المجلس من الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف، إذاً أين سيقف المجلس في حال تم الانسحاب!؟ مع العلم ان الـ PYD يحاول جاهداً ان يكون الممثل الوحيد للكُرد في جنييف “3” ؟ إليست هذه مصيدة للمجلس لوقوعه في الفخ!؟

شمدين: كلنا ملزمون، وليس فقط المجلس الوطني الكُردي، بالوقوف حيث تقف مصلحة الشعب الكُردي في سوريا، وإن المصيدة الحقيقية هنا هي السكوت عن ضياع الحقوق القومية في محطة تاريخية هامة كهذه مقابل البقاء من أجل البقاء ليس إلاّ، في وفد بات يتصدره شوفينيون من أمثال أسعد الزعبي الذي تخرج للتو من مدرسة (البعث)، وهو يتعامل مع القضية الكُردية بمنطق محمد طلب هلال الذي لايرى في الوجود الكُردي إلاّ ورم سرطاني في جسد الأم العربية ولابدّ من بتره، ولذلك فإن قضية بحجم القضية الكُردية لاتستحق المساومة عليها بموجب ردود الأفعال، وبالتأكيد إن مشاركة (PYD) في هذه المحادثات لاتقاس البتة بغياب ممثلي المجلس الوطني الكُردي عنها، وإنما لأسباب أخرى غير ذلك. وإن كررت (PYD) نفس التجربة سنقف نفس الموقف منه.
5- ماذا عن كلام سكرتيركم حول دعم روسيا للوفد بعد لقاءه في موسكو، في حال توحد الكُرد بوفد مستقل، وتحديد ثمانية أشخاص؟ من سيكون هؤلاء الثمان؟ ماذا قالت روسيا له بصراحة!؟

شمدين: طرح الرفيق عبد الحميد درويش على نائب وزيرة خارجية روسيا الاتحادية السيد ميخائيل بغدانوف بضرورة دعمهم لوفد كُردي موسع وقد استجاب لذلك بالفعل، ومهما تكن الأسباب والدوافع وراء إبداء دولة عظمى بحجم روسيا الاتحادية عن استعدادها لدعم وفد كُردي مشترك للمشاركة بشخصيته الاعتبارية في (جنيف3)، ومهما يكن هؤلاء الأشخاص الذين سيتم تسميتهم في وفد كهذا حتى وان لم نكن كحزب من ضمنه، فإن مجرد إنجاز خطوة كهذه يعتبر ترسيخ للوجود القومي ويؤمن ثقلاً مرجحاً في المعادلات الجارية في كواليس المؤتمر، وغير ذلك سوف لن يسفر عن نتيجة أخطر مما صرح به اسعد الزعبي، وأكثر مما أقره ستيفان ديمستورا للكُرد في وثيقته المجحفة مع الأسف.

عن http://www.alparty.de/