لقد دق الأستاذ عبد الحميد درويش ناقوس الخطر، بالنداء الذي أطلقه في (29/7/2014)، للقاء تشاوري عاجل وجدي بين الأحزاب الكردية والكردستانية: (للتباحث حول الوضع الكارثي الذي بات يهدد بلدنا سوريا بشكل عام، والمناطق الكردية والوقوف عند الاخطار المحدقة بها، وكيفية مواجهتها واتخاذ الموقف المناسب منها, حفاظاً على وجود الكرد وتلافياً للكارثة التي نتوقعها إن لم تواجه بموقف ملائم من الأحزاب الكردية والكردستانية, نتيجة التشرذم والمواقف المتباينة والهجرة المخيفة للكرد من مناطقه، ولا يتم هذا إلا بتوافق كردي عام بعيداً عن الأنانيات والمصالح الحزبية الضيقة, وهذا يحتاج إلى جهودنا جميعاً في هذا المجال وقبل فوات الاوان..).
لم تفاجأنا ردود الأفعال الإيجابية التي أثارها النداء لدى مختلف شرائح وفئات شعبنا الكردي والكردستاني السياسية والثقافية والاجتماعية، والتي كانت متضامنة ومساندة للنداء من دون تردد، لأننا جمعياً بتنا ميدانياً أمام الكارثة وجهاً لوجه، مثلما جميعنا يعلم علم اليقين بأن الثورة السورية هيأت فرصة ذهبية لنيل الكرد حقوقهم القومية التي ناضلوا من اجل تحقيقها منذ ما يزيد عن نصف قرن، وهذه الفرصة باتت في مهب الضياع بسبب انعدام وحدة الصف والموقف الكردي..
ولهذا، لامجال أمامنا جميعاً في هذه المرحلية المصيرية، إلاّ الانطلاق بشعور عال من المسؤولية نحو توفير المناخ اللازم لإنجاز هذا اللقاء التشاوري الملح، وتعبئة الجهات المعنية للتجاوب مع التزاماتها تجاه هذه المبادرة واستحقاقات نجاحها، ولعل إيقاف الحملات الاعلامية هي أولى هذه الاستحقاقات العاجلة، وان يكون بوصلتنا الى هذا الاجتماع مصلحة شعبنا القومية العليا، والمخاطر التي تثيرها هذه الكارثة المهلكة التي تنتظرنا على الأبواب..
لنناشد ضمائرنا الجريحة أمام هول الكارثة التي نقف على حافتها بسبب تشتت مواقفنا وتفرق صفوفنا، ولننقذ مناطقنا من التفريغ والتغيير الديموغرافي الذي عجز عنه النظام الديكتاتوري طوال نصف قرن من الزمن، ولنخيب مراهنات الخصوم بأن الكرد لن يتفقوا، وذلك بإنجاح هذه المبادرة وان لاندعها تذهب أدراج الرياح، فقد أطلقها الأستاذ حميد درويش كأحد مؤسسي حركتنا السياسية ورموزها، وأودعها في ذمتنا جميعاً.
عاش الشعب الكردي..
والموت للنظام الديكتاتوري والقوى الظلامية المساندة له.
السليمانية 30/07/201
علي شمدين
ممثل الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
بإقليم كردستان العراق