أثارت تصريحات أطراف من المعارضة السورية، وخاصة (هيئة التفاوض العليا، جماعة الأخوان المسلمين..)، التي رحبت بإعلان جبهة النصرة الأخير، موجة من السخط والاستنكار لدى القوى الوطنية الديمقراطية داخل الإئتلاف وخارجه، وخاصة بين المكونات الكردية والآشورية والأقليات الدينية غير الإسلامية من الإيزيديين والدروز والعلويين، التي لاترى مستقبلها إلاّ في سوريا ديمقراطية علمانية تعددية بعيدة عن الشوفينية والتكفير الذي باتت جبهة النصرة تمثله اليوم على الساحة السورية من دون منازع.
الحقيقة إن الخطوة التي اقدمت عليها جبهة النصرة بتغيير اسمها وفك ارتباطها مع القاعدة، والتي لم توفر أيّ وسيلة محرمة إلاّ وبررت استخدامها من أجل غاياتها غير الإنسانية، والتي بلغت حد أكلها للحوم ضحاياها وأكبادهم وجز رؤوسهم ونحرهم على شاشات التلفزة بشكل سادي، وإنما المثير للإشمئزاز والسخط هو الذين هللوا لهذه الخطوة بهدف تسويقها وضمها إلى جانب العشرات من أخواتها من المجاميع التكفيرية والشوفينية التي باتت اليوم تلملم صفوفها داخل المعارضة وتشكل حلفاً خطيراً مع العنصريين من أمثال أسعد الزعبي ومحمد علوش الذين سيطروا على مفاصلها والسير بها خارج مسار الثورة وطموحات الشعب السوري..
إن هذا التحول الخطير في منحى الثورة يضع الديمقراطيين والوطنيين الشرفاء داخل المعارضة وخارجها، من الكرد والعرب والآشوريين والمكونات القومية والدينية الأخرى، أمام مسؤولية كبيرة لمواجهة هذا المد التكفيري الأرعن الذي لايرى في الكرد بني آدميين ولا يتردد في إبادة المسيحيين والسريان الأشوريين.. وغيرها من الجرائم التي تندرج في خانة الجينوسايد.
لقد بات ردع هذا الإتجاه بالبيانات والتصاريح والمواقف الخجولة عقيماً وغير ذي جدوى، ولذلك فإن القوى الوطنية والديمقراطية وبمختلف إنتماءاتها القومية والدينية مدعوة اليوم إلى الوقوف بحزم في وجه هؤلاء الذين سرقوا الثورة واختطفوها نحو المجهول، واتخاذ مواقف عملية مؤثرة ضدها دون تأخير، وتوحيد صفوفها والإسراع إلى فك إرتباطها الصريح مع هذه المجاميع الإرهابية، والإعلان عن إنفصالها عن الجهات الشوفينية التي كانت حتى الأمس في جبهة النظام وهي تقود اليوم المعارضة وحولت مؤسساتها إلى أوكار لهذه الجهات المضادة للثورة وأهدافها.
5/8/2016
*- عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا