علي أبو ياسين : حذارِ من اضطهاد اللاجئين السوريين

يقول أريال شارون إنه عندما أتى إلى لبنان مع بدايات الحرب الأهلية، رأى في منطقة المعاملتين أناساً يصطفون على جانب الطريق ويصفقون، حيث كانت شاحنة تسير وتجر وراءها لاجئاً فلسطينياً على الأرض، فيقول أدهشني المشهد وأيقنت أن الواقع اللبناني مفكك بشكل يسهل على الكيان الصهيوني اجتياح لبنان.

في نهاية سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات تعالت أصوات طائفية في لبنان تتكلم عن خطر الوجود الفلسطيني وما يحدثه هذا الوجود من اختلال في التركيبة الديمغرافية اللبنانية، وعملت حملات التحريض سنوات مستهدفة هذا الوجود، وكانت النهاية اشتداد الحرب الأهلية واجتياحاً إسرائيلياً وصل إلى بيروت حيث تم إخراج أهم فصيل مقاوم فلسطيني من لبنان واستنزف لبنان بشبابه واقتصاده وبقي اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.
اليوم يتكرر السيناريو نفس لكن مع اللاجئين السوريين، إذ بدأ اشتداد الحملة الإعلامية وحملات بعض الأحزاب وكذلك الحملات الأمنية التي تستهدف هذا الوجود، علماً أن هذه الأبواق نفسها تتعاطف وتذرف دموع التماسيح على بضعة عشرات أو مئات من الشعب السوري أو الشعب العراقي إذا ما هجرت. عجباً لهذه الازدواجية، لاجئ يستحق الموت ولاجئ يستحق العطف، أيُّ إنسانية هذه؟
أخشى ما نخشاه التلاعب بملف اللاجئين السوريين الذي سيؤدي إلى تسليح بعضهم بعنوان حماية أنفسهم، ولا أستبعد أن يقوم بعملية التسليح من يقوم بعملية التحريض، أو ربما تقوم بعض الفصائل السورية المسلحة بالتسلل إلى لبنان تحت ذريعة حماية السوريين في لبنان، أو حتى قيام بعض مجموعات لبنانية بحمل السلاح لحماية اللاجئين السوريين، وهذا قد يكون السيناريو الأخطر؛ ?نه سيتسبب في اشتباك لبناني لبناني.
حتماً أي سيناريو ينتج من عملية اضطهاد اللاجئين السوريين هو سيناريو خطر جداً، وهو يهدف إلى أضعاف الدولة برمتها وانتشار فوضى السلاح وانفجار الواقع الأمني، وسيؤدي إلى استنزاف حزب الله عشرات أضعاف ما يستنزف في سورية، ?ن الحرب التي يخطط لها ستكون في عقر الدار.
لذلك على كل عاقل في هذا البلد العمل الدؤوب من أجل إنقاذ لبنان شعباً وجيشاً ومؤسسات من هذا الشر المستطير من خلال الآتي:
– عدم المساس بأمن اللاجئين السوريين واضطهادهم وممارسة الظلم عليهم.
– وقف كل أشكال الأمن الذاتي، ولاسيما التي تحمل مضامين طائفية ومذهبية.
– عدم ترك أي ذريعة أو مبرر للذين يسعون للإيقاع بين الجيش وشريحة من الشعب اللبناني تلبية ?جندات خاصة.