موقع الديمقراطي Malpera Dîmoqratî
بعد أن قامت فرقة أطياف برعاية مركز عمران للدراسات الاستراتيجية بباكورة أعمالها المسرحية في مخيم مديات للاجئين السوريين الواقع في جنوب شرق تركيا، ثم قدمت العرض الثاني 
بمدينة باتمان في إطار مشروع الحوار العربي الكردي. توجهت الفرقة بتاريخ 6\8\2014 إلى مدينة مديات التي يسكنها قرابة 8000 لاجئ سوري لتقدم عرضها الثالث لأطفال مدرسة السوريين في المدينة. في خطوة هي الأولى من نوعها تهدف إلى زرع القيم والأفكار البناءة في الأخوة والمحبة والتعايش السلمي والتكاتف في وجه قوى الشر التي تستهدف زعزعة الروابط بين مكونات الوطن التي تعتبرها المسرحية أطياف الشمس التي لا يمكن أن نلغي منها طيفاً وإلا لغابت الشمس وعم الظلام الدامس.
رحبت إدارة المدرسة بهذا العمل واعتبرته منفذاً لنسيم عذب يتخلل إلى نفوس الأطفال حاملاً معه بهجة وفرحة اشتاق إليهما أطفالنا وقدموا المساعدة اللازمة لإنجاز العرض بالطريقة المثلى.
كانت وجوه الأطفال غامرة بالفرحة وهم يملؤون صالة العرض متلهفين لما سيشاهدونه، فرحين بحضور أهاليهم إلى جانبهم، مفعمين بنشوة اهتمام الكبار بهم، تتعلق نظراتهم بتفاصيل المسرح من لوحة الخلفية التي تمثل الحقل الجميل، والسور الخشبي الذي يحيط به، والأطفال الذين لبسوا لباس الحيوانات التي سيمثلونها.
مسرحية الحقل المنيع للكاتب والمخرج أحمد إسماعيل إسماعيل الحائزة أعماله الكثير من الجوائز المحلية والعربية جسدتها فرقة أطياف بمكونات داخل الحقل (ديك وماعز وأرنب وبطة) وذئب وثعلب خارج أسوار الحقل يحاولان الإيقاع بين أسرة الحقل لتدب الخلافات فيما بينهم وينهار السور فيدخلان لينقضا على الجميع.
راقب الأطفال حركات الممثلين بشوق ولهفة وامتزجت ضحكاتهم بعواء الذئب وصباح الديك واشرأبت أعناقهم وهم يستمعون للديك يحذر أفراد الحقل من خطر انهيار السور. وتعالت صيحاتهم وهم يشاهدون الذئب والثعلب يهربان بعيداً بحثاً عن حقل آخر يكون أضعف من هذا الحقل المنيع.
حضر هذا العرض أيضاً عدد من مسؤولي مديرية التربية والتعليم التركية في المدينة وعبروا عن إعجابهم بفكرة العروض المسرحية التي من خلالها يتم بث أفكار بناءة توجه الطلاب والأطفال الصغار إلى قيم تربوية سليمة. واعتماد هذه الطريقة في تنمية روح التعايش السلمي لدى الأطفال. وضرورة تعميمها على المدارس السورية في المدن والمخيمات سواء في تركيا أو غيرها من دول اللجوء.
وتأتي هذه العروض المسرحية ضمن فعاليات مشروع الحوار العربي الكردي الذي يتبناه مركز عمران للدراسات الاستراتيجية كواحدة من الأدوات الهادفة إلى تنمية جيل جديد يؤمن بقيم الأخوة وتقبل الآخرين في وطن الشمس الساطعة والذي يضم كافة ألوان الطيف خالياً من السواد.
