عبد العزيز أيو : لمن يقرعْ الناقوسْ

Share Button

**ليسَ منّا من هو جزيرةٌ مستقلة بذاتها بل كل منّا جزء من القارة،جزء من الكل
أشعر وكأنني اذوي كلما عاجلت المنية إنسانا فأنا جزء من البشرية، فلا تبعث قط بمن يخبركْ لمن يقرع الناقوس, فالناقوس يقرع 11667977_443476979190340_1106371752_nمن أجلك**
بيت من قصيدة التقوى في أوقات الشدة للشاعر الإنكليزي جون دون 1573-1631
ونحن في الألفية الثالثة والدم السوري يراق يوميا حتى تحول إلى بورصة دم عالمية واصبحت أرواح السوريين والسورييات إلى مجرد اعداد وأرقام تتداولها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، المحلية والإقليمية والعالمية بكل هدوء وبرودة دم حيث يسقط المئات من الأشخاص قتلى يوميا رجالا ونساء شيوخا وأطفال بشتى أنواع الأسلحة…
وباتَ هذا المشهد يوميا اعتاد الناس في هذهِ المعمورة أن يشاهدونه
على التلفاز وهم على موائدهم أو يسمعوه وهم في الطرق أثناء رحلاتهم أو يقرأ في اعمدة الصحف اليومية دون أن يُرف لهم جفنْ .
كما تحوّل السوريين الى أرقام وأعداد في بلاد الشتات في أصقاع المعمورة، حيث لم يبقى دولة في العالم، إلا وصلها السوري هرباً من أتون الحرب التي آتت على كل شيء لم يسلمْْ منها لا الحجر ولا الشجر،والكثيرْ من السوريين أصبحو طعاما لاسماك وحيتان البحار والمحيطات في محاولاتهم للخلاص ،والملايين من السوريين يقيمون في المخيمات يتحملون أشد أنواع العذاب من الطبيعة في ظروف قاسية ،أما الملايين الباقية في الداخل يعانون النقصْ والألم حيث لا يوجد أيّ مقوم من مقومات الحياة واساسياتها
بات السوريين ارقاما وإعدادا داخل سجون ومعتقلات النظام التي لا يُراعى فيها ابسط حقوق الإنسان، وامهاتهم الثكالى يأملون معرفة ما آل اليه مصيرهم.
حتى لجان حقوق الإنسان تختلف على اعداد وأرقام الشهداء والجرحى والمخطوفين والمعتقلين والمفقودين حيث لا توجد إحصائيات دقيقة يمكن الركون اليها.
لا شك أن هناك الكثير من السوريين تحت الركام والانقاض اللذين لم تصل إليهم أيدي المنقذين.
هذا هو المشهد السوري، الذي أصبح قاتماً وغامضاً،ومازال أفواج الإرهابيين القادمين من كل ألاصقاع يدخلون سوريا وكلٌ منهمْ قادمْ وفقَ اجنداتْ ومسميات لا تمت إلى واقع الشعب السوري بِصلة والنظام ما زالَ متعنتْ يرمي ببراميلهِ بلا هوادة على المدن و الأرياف غربا وشرقا شمالا وجنوبا ، ويداه تتوغل في الدم السوري أكثر فأكثر، و ما زال يسلم المدن للإرهابيين مدعيا بأنه يحارب الإرهاب، ويثير الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية ويدعي بأنه حامي الأقليات.
باتَ همه الوحيد تنفيذ أجندات حلفائه والحفاظ على كرسيه الذي اصبحَ في مهب الريح لا يعرف متى يهوي
اصبحت الأرض السورية ساحة لتصفية الحسابات للقوى الإقليمية والعالمية،فأصبح الملف السوري ورقة ضغط بيد طرف من الأطراف أو قضية تمارس لتنفيذ الأجندات الخاصة لبعض الأطراف ،والبعض الآخر صدّر ازماته الداخلية
ومازال الموضوع السوري تتقاذفه امواج ورياح المصالح الإقليمية والعالمية.
ألم يأن الآوان أن ينهض السوريين من هذا الركام ويبحثوا عن مخارج لماساتهم التي دخلت عامها الخامس وان تجد النخب السياسية السورية والمثقفين والوطنين طريقا لإنقاذ بلادهم بعيدا عن جميع الأجندات وان يتفقوا على أجندة وطنية خاصة بهم وأن يتجاوزون الخطأ اللذي ارتكبوه في بداية الثورة السورية حين اخدو دور المتفرج على الحراك الثوري وتركوا الشباب الثائر دون رعاية أو اهتمام أو احتضان وافسحوا المجال للانتهازيين لإستغلال الثورة وتغير مساراتها
اقرعواُ الاجراس أيها السوريون من أجل وطنكم.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...