عبد الحميد درويش: مقدمة كتاب الحركة الكردية في سورياوظاهرة الانشقاقات للأستاذ علي شمدين

Share Button

03

ان الكتاب الذي طلب إليّ المؤلف الأخ علي شمدين، أن أكتب مقدمته، هو الأول من نوعه في المكتبة الكردية في سوريا، وهذا يدل بدون شك على اهمية الكتاب، وعلى دور كاتبه المميز في اختيار مثل هذا الموضوع الذي عانت منه الحركة الكردية خلال نصف قرن مضى، ولعبت الاستخبارات البعثية وغيرها أدواراً مخزية وخطيرة، أفرغت الحركة الكردية من الكثير من مضامينها النضالية، وألهتها بالخلافات فيما بينها مما جعلت الجماهير الكردية وحتى الحركة السياسية العربية، أن تقف عاجزة عن تقييم دور هذا الحزب أو ذاك والتمييز بينها، نظراً للتضليل الذي مورس من قبل أجهزة الأمن واستخبارات الدولة وعملائها في أوساط الحركة الكردية. والمؤلف في كتابه هذا (الحركة الكردية في سوريا.. وظاهرة الانشقاقات)، ذهب بعيداً عن التحزب والحزبية وانتمائه الحزبي، وقد وضع إصبعه على جرح بليغ في جسم الحركة الكردية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرصه الشديد على تنقية الحركة الكردية من الأمراض التي عانت منها خلال مرحلة طويلة ومؤذية بآن واحد، والمؤلف في كتابه هذا كان غاية في الدقة والأمانة في إيراد الوقائع والأدلة، ثم الأشخاص والتنظيمات التي قامت بجزء أو بأكثرية الأدوار المؤسفة والمخجلة، وإنني ليس من منطلق مدح الكتاب أو مؤلفه، كونه12516449_981279235284866_724325071_n

ينتمي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، الذي يشرفني إنني أتولى المسؤولية الأولى فيه والذي كان بكل صدق وأمانة هدفاً لهذه الانشقاقات وهذه التهجمات الظالمة، لا لهذا أقول وإنما لأن هذا الكتاب يستحق من كل سياسي كردي، بل والسوري أيضاً، أن يتناوله ويتمعن فيه جيداً حتى يعلم كم كانت الأجهزة الأمنية تلعب الأدوار القذرة في تفكيك الحركة الوطنية عامة والكردية خاصة. وإنني أقول للأخ علي شمدين مؤلف هذا الكتاب، بأنك قدمت ما يمكن أن يقدمه وطني صادق ومناضل حق للحركة الكردية.. لقد عانى المؤلف الكثير من العناء والتعب والجهد في جمع المعلومات التي استقاها من مصادر كثيرة وكثيرة جداً، ليغني كتابه بالأدلة والوقائع الحية وفق مصادر عديدة مختلفة، وهي بمعظمها غير موالية لحزبه.. إنني أثني من قلبي على هذا الكتاب القيم الذي سيكون دون شك مرجعاً مهماً للسياسيين الكرد، والأول من نوعه في تقديم دراسة لموضوع كان حتى الآن حديث السياسيين والمثقفين الكرد وهمسهم في الزوايا المظلمة، نظراً للجو الإرهابي الذي فرضته أجهزة الأمن وعملائها على الناس، ثم كان موضع استيائهم واشمئزازهم من هذا التشتت الذي أفقد الحركة الكردية دورها النضالي، وأبعدها عن تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا وأمانيه. إنني أدعو في هذه المقدمة الأخوة والأخوات في صفوف الحركة الكردية أن يتناولوا هذا الكتاب القيم بمضمونه ووقائعه والجهد الذي صرف في إخراجه حتى يغنوا الحركة الكردية بمفهوم جديد، بعيداً عن التعصب الحزبي، والولاء الشخصي لهذا الطرف أو ذاك، ويجب أن نعترف جميعاً بأن الأحزاب الكردية أصبحت نتيجة لهذه الانشقاقات بعيدة عن أهدافها النضالية، وباتت موضع السخرية للذين لم يؤمنوا يوماً بوجود الأحزاب ودورها النضالي.. كما أنني أدعو السياسيين والمثقفين الكرد أن يتقدموا في تناول هذا الموضوع كما هو شأن الأستاذ علي شمدين، ويتخلوا عن الانتقاد من أجل الانتقاد وحسب، حتى يساهموا بدورهم في تطهير الأحزاب والحركة الكردية من الظواهر المرضية التي رافقتها خلال مسيرة طويلة، استغرقت عشرات السنين. وختاماً أرجو أن يأخذ الكتاب مكانه في المكتبة الكردية التي تفتقر إلى كتب حساسة من هذا النوع، وللمؤلف الموفقية في جهده في خدمة حركة شعبه وخدمة وطنه..

عبدالحميد درويش

السليمانية

/ 17/01/ 2015

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...