من المؤكد بأننا فجعنا بنبأ رحيل الرفيق المناضل زبير ملا خليل القيادي في حزبنا و من قبله العلامة و الشاعر الكردي جكرخوين الغني عن التعريف و كم تمنينا أن يكون قد أمضيا حياتيهما بين شعبهما و رفاقهما , ولكن هكذا شاءت الأقدار و لم تتمكن الحركة الكردية و حزبهما بسبب الظروف الصعبة التي اتسمت بالفقر و التهميش و الاضطهاد و التمييز على يد الحكومات البعثية المتعاقبة من تأمين أدنى مستويات المعيشة لمثل هؤلاء المناضلين في وطنهم , و حرمنا من نشوة العز و الفخار و السير في مواكب و جنازات الكثيرين منهم لتطمئن القلوب برؤية جثامينهم الطاهرة .
و الآن و على مرأى من أعين الجميع تغادر القوافل الواحدة تلو الأخرى من خيرة شبابنا و كوادرنا العلمية و الثقافية من مهندسين و أطباء و محامين و سياسيين و قياديين.
و سوف يتلقى شعبنا المزيد من برقيات العزاء برحيل أولئك الغوالي في بلدان المهجر أو سيفجعون هم بمن تركوهم مهد الفراش من الأمهات و الآباء و الأجداد الذين سيفتقرون لمن ينصبوا لهم خيم العزاء بسبب هذه الهجرة المخيفة و هذا النزيف البشري المتدفق و الهائل الذي أفرغ المناطق من سكانها خلال أقل من سنة………. ما شاء الله !
و الحق يقال : الأسباب كثيرة منها ما تتعلق بالأوضاع العامة في منطقة الشرق الأوسط و ما يحدث من قتل و تدمير و ذبح على الطريقة الإسلامية و من الطبيعي أن يغادر البعض و ينزح من مناطق الحروب و يبحث عن ملاذات آمنة على أن يعودوا إلى ديارهم بعد هدوء العاصفة.
البعض الآخر يغادر و مع الأسف الشديد بسبب الخلافات الكردية الكردية خشية من الاصطدام و الاقتتال الداخلي و التي لا تصب بأي شكل من الأشكال في مصلحة الكرد بكل أحزابه و مؤسساته و في الحقيقة حدث هذا بسبب تجاهل و استقواء البعض على الآخر و عدم القبول بالشراكة الحقيقية و الالتزام بالاتفاقات و المواثيق الموقعة بين الأطراف.
و لذلك يتطلب من كافة القوى و الأحزاب و المجالس الكردية الوطنية بناء جبهة داخلية متينة و شاملة في المناطق الكردية يشارك فيها الجميع فعلياً و تترجم أفعالها على أرض الواقع للدفاع عن مناطقنا و حماية البنية التحتية و تأمين السلم الأهلي و مقاومة قوى الشر و الظلام التي ظهرت لتهدد الحضارة الإنسانية في العالم كافةً و الوجود الكردي بشكل خاص و هنا تطرح هذه الأسئلة نفسها :
- لماذا هذا الصراع والتنافس والتعصب الحزبي والعدو يتربص بنا شراً ؟ !
- لماذا نهاجر دون خجل و نترك شرفنا و كرامتنا و أوطاننا عرضةً ليدنسها المغتصبون ؟!
- لماذا نخشى الموت على أرضنا و موطن آبائنا و نفضله بعيداً ؟ !
- لماذا نختار التسول في شوارع أوربا و نفضله على المقاومة و العزة و الشهامة و حماية المقدسات ؟!
- لماذا سميت اتفاقياتنا بدهوك و هولير و لا تسمى بقامشلو , ديرك, عفرين أو كوباني مع كل تقديرنا للمدن الكردستانية الباسلة التي قاومت الطغاة خلال عقودٍ طويلة و كل احترامنا و تقديرنا العالي لرئيس إقليم كردستان الكاك مسعود البرزاني , الذي كان يترك جبهات القتال بين الحين و الآخر ليحضر شخصياً و مشكوراً مراسم توقيع تلك الاتفاقيات التي ووريت الثرى قبل ولادتها ؟!
- لماذا لا ننتهز هذه الفرصة التاريخية التي لا تتكرر دوماً لنحقق ما أمكن من آمال شعبنا ؟!
- لماذا نكتب الموضوع على هامش الصفحات ؟!
- لماذا لا نسعى للحوار و التفاهم و الحلول السلمية و الشراكة الحقيقية لبناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية يحصل فيها شعبنا على كامل حقوقه المشروعة بموجب الأعراف و المواثيق الدولية تكريماً لشهدائنا و عرفاناً لدمائهم الزكية ؟!
- لماذا و لماذا و لماذا …………. أيها السادة الأفاضل ؟؟!!
عباس مصطفى
عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي
الكردي في سوريا
27/05/2015