التظاهر والاحتجاج السلمي حق مشروع ومتداول في كل بقاع العالم الحر وهو سمة من سمات العصر ومن هنا يجب التمييز بين التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق المسلوبة وبين التخريب وحرق الممتلكات الخاصة والعامة وقتل الأبرياء من أبناء الكرد.
وهل الديمقراطية تعني الفوضى والغوغائية واللامسوؤلية وتوريط الشباب والأتباع بأمور لا تعنيهم ودفعهم إلى ميادين وساحات غير ساحاتهم الحقيقية أم أنها قانون أعطت الحق للأكثرية بالحكم على الأقلية، ولا يخفى على أحد بأن هذا المبدأ تتعامل به بلدان عالم الأكثر حرية وعدالة كالهند والسويد والدانمارك وغيرها.
إن ما حدث في كوردستان العراق الفتية وتحديداُ في مدينة السليمانية وبعض المناطق التابعة لها من قتل الأبرياء وحرق وتدمير للممتلكات هو انتهاك صارخ لمبدأ الديمقراطية وحق التعبير، وهذه الممارسات الخاطئة والمرفوضة حكماُ لم ولن تخدم القضية وحقوق المواطنين بل انها تصب بشكل مقصود أو غير مقصود في خانة المؤامرات الإقليمية وهي محاولة هدم لما بني بفضل دماء الشهداء ومنذ عشرات السنين بل المئات حتى غدا هذا الإقليم لبنة أولى لبناء صرح كردستان موطن الآباء من الكرد والأجداد.
فل تعلو كل الأصوات الحرة والشريفة لإيقاف هذه المهزلة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة والمساءلة القانونية، ولنعلم أبناءنا الأساليب الحضارية والمدنية المعاصرة في التعبير وطلب الحقوق ووفقاُ للمعايير والقوانين المتبعة في العالم المتحضر.
المطالبة بدفع الرواتب والأجور للموظفين والعاملين والبيشمركة ورفع مستوى المعيشة للمواطنين في الإقليم حق مشروع لا يختلف عليه اثنان ولكن المشكلة تكمن في هذا الأسلوب البدائي القديم خصوصاُ في ظل المؤامرات الإقليمية وتهديدات قوى الشر والإرهاب ضد شعبنا الكردي وحقوقه المشروعة في الأجزاء الأربعة وللنيل من تجربته الفتية التي تخيف المحتلين من الطورانيين والصفويين.
لذا نطلب من أخوتنا في إقليم كردستان العراق العمل الدؤوب والحوار البناء والديمقراطي لحل الخلافات العالقة فيما بينهم وذلك للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل التضحيات دماء الشهداء.
نقولها بشفافية ووضوح أن الساكت عن الحق شيطان اخرس.
ديرك عباس مصطفى
16/10/2015 القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي
الكردي في سوريا