عباس مصطفى : قبل فوات الاوان

Share Button

 615 -340

تعرض الشعب الكردي منذ امد التاريخ الى العديد من الويلات والقتل والدمار على يد الامبراطوريات الاستعمارية والحكومات الديكتاتورية واحياناً كثيرة كانت تتصارع فيما بينها للسيطرة على كردستان وخاصة الامبراطوريتين العثمانية والصفوية. وبعد اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916 التي قسمت جغرافية كردستان الى اربعة اجزاء مما جعل كفاح الشعب الكردي من اجل نيل حقوقه وحريته اكثر تعقيداً لأن الحكومات الأربعة المحتلة لكردستان مهما اختلفت فإنها تتفق في النهاية عندما يتعلق الامر بالكرد وحقوقه . وفي ظل التطورات المتسارعة التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط واندلاع ثورات الربيع العربي ضد الانظمة الاستبدادية اندلعت الثورة السورية في 15 /3/2011 المطالبة بالحرية والكرامة و للتخلص من الظلم و التهميش في دولة البعث البغيض كما ان احزاب الحركة السياسية الكردية انخرطت في الثورة وفقا لمبادئ ثابتة منذ انطلاقتها وحتى تاريخه وهي: سلمية الثورة والحل السياسي وتغيير النظام الامني والاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كأمة تعيش على ارضها التاريخية .

ولتحقيق المطالب الكردية المشروعة اتخذت الحركة السياسية الكردية مواقف جليلة في بداية الثورة على طريق توحيد الصف الكردي بكل مكوناته السياسية و الثقافية والاجتماعية والشبابية وغيرها ومع ازدياد الحاجة الى مرجعية كردية تمثل شعبنا في المحافل الاقليمية والدولية بخطاب سياسي موحد سارعت الحركة الى تشكيل اطار باسم ( احزاب الحركة الوطنية الكردية ) بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي p.y.d واطلقت في ايار 2011 المبادرة الكردية لحل الازمة السورية وتتالت المحاولات وطرحت فكرة تشكيل المجلس الوطني الكردي و بالفعل عقد المؤتمر الوطني الكردي الاول في 26/ 10 /2011 وبكل اسف لم يشارك فيه حزب الاتحاد الديمقراطي بالرغم من المحاولات الكثيرة.

 حيث انبثق من المؤتمر ( المجلس الوطني الكردي في سوريا ) الذي ايده ولايزال معظم الجماهير الكردية على الساحة السورية وسارع p.y.d الى تأسيس مجلس اخر باسم ( مجلس الشعب لغربي كردستان ) موازيا للمجلس الوطني الكردي وكان اعلانه بداية شق الصف الكردي. وبمبادرة طيبة من رئيس اقليم كردستان كاك مسعود البرزاني مشكورا اجتمع ممثلو المجلسين الكرديين في هولير عاصمة اقليم كردستان وتم التوقيع على الاتفاقية دون ضغط او اكراه والتي سميت بـ ( اتفاقية هولير ) وانبعثت منها الهيئة الكردية العليا التي لاقت تأييدا واسعا من الجماهير الكردية التي خرجت بعشرات الالاف تقول الهيئة الكردية العليا تمثلنا. ولكن هذه الهيئة لم تتمكن من تحقيق الشراكة الحقيقة بين المجلسين على ارض الواقع ولم تستطع وضع حد لمعاناة الجماهير وبقائها متربصة بارضها وبسبب الخلافات الجوهرية بين المجلسين الكرديين التي لسنا بصدد ذكرها وعلى اثر هذا الفشل في تنفيذ الاتفاقية بدأ الياس والتوتر يعشعشان في نفوس كل فئات المجتمع الكردي نظرا لسيطرة مجلس الشعب لغربي كردستان على كل جوانب الحياة الامنية والادارية والاقتصادية فظهرت المخاوف لدى الشباب الكردي و بدا له شبح الاقتتال الداخلي بالإضافة الى البطالة والفقر والجهل وترك مقاعد الدراسة مما جعله يهاجر افواجا الى بلاد الغربة تاركا وطنه كردستان سورية عرضة للتغيير الديمغرافي والفراغ الاداري والامني مما سهل على الجماعات التكفيرية والسلفية استهداف المناطق الكردية وهدر الدم الكردي وعرضه تحت مسميات جهادية واهية .

وبسبب هذا الواقع الاليم يجب على الاخوة في مجلس غربي كردستان العودة الى الحوار ونبذ الخلافات والرجوع الى اتفاقية هولير التاريخية التي عشقتها الجماهير الكردية وحماية السلم الاهلي وتنظيم العمل السياسي الكردي لخدمة القضية الكردية ويتطلب من المجلسين التخلص من الافكار الحزبية الضيقة وجعل احزابها وسيلة لنيل الحقوق القومية المشروعة وتثبيت هذه الحقوق في دستور سوريا المستقبل .

وعلى هذا النحو شارك الوفد الكردي في مؤتمر جنيف 2 برئاسة الاستاذ عبد الحميد درويش ورفاقه من قيادات المجلس الوطني الكردي ووضع هذا الوفد مطالب شعبه على طاولة المؤتمر وجعلت القضية الكردية السورية رقما مهما في المعادلات السياسية السورية والاقليمية ولهذا من الواجب التاريخي للمجلسين الكرديين بكل احزابها وفعالياتها وحمل مسؤولياتها والاستفادة من هذه الفرصة التاريخية النادرة ليسطرا صفحة مشرقة في التاريخ الكردي المعاصر . ووضع نهاية لمأساة شعبنا رفضاً للظلم والسلب والانكار .

عباس مصطفى ديريك 30 نيسان 2014

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...