ألم يكن الحزام العربي المشؤوم تطهيراً عرقياً بحق الكرد منذ خمسين عاماً , أيها الأخوة العرب نعم قد تقولون جدلاً إن ما حدث لم يكن في عصرنا بل كان في عهد حافظ الأسد و محمد طلب هلال و غيرهم من البعثيين آنذاك و أنكم كنتم صغاراً و لم تكونوا في هذه الدرجة من الوعي و الادراك و الدراية.
الآن أصبحتم رجالاً و نلتم الكثير من مناهل الثقافة و المعرفة و تنادون بالحرية و التعددية السياسية و العدالة الاجتماعية و ينتمي الكثيرون منكم الى المؤسسات الحقوقية ووقع ممثليكم على الكثير من الوثائق التي تدعو الى إلغاء مثل هذه المشاريع العنصرية بحق هذا الجزء الهام من المجتمع السوري و تعويض المتضررين منهم .
و في مثل هذا اليوم تحل الذكرى الخمسين لهذا الحزام المشؤوم الذي لازال جاثماً على صدورنا و لم يبادر أحد من هؤلاء الأخوة و يكتب جملة واحدة يناهض فيها ما حدث بحق أخوتكم الكرد في الوطن و سوريا المستقبل .
ألم ترَ عيونكم و تسمع آذانكم كم من أبناء هذا الشعب المظلوم شباباً و شيوخاً ونساءً و أطفالاً يموتون غرقاً في البحار و الأنهار و المحيطات و يتجمدون في غابات بلغاريا و هنغاريا و صربيا و يقتلون بقناصات الترك الطورانيين على الحدود الدولية هرباً من العوز و الفقر و الحرب و الارهاب الداعشي و التطرف الديني.
لذا نطلب إليكم أن تعيدوا الحق لأصحابها الشرعيين , أيها المثقفون العرب كيف لكم مناهضة المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي العربية المحتلة و تحتفظون بمستوطناتكم على أراضي الفلاحين الكرد الفقراء كيف لهذه الجدلية و الازدواجية أن تحدث في مجتمعنا و نحن نعيش عصر العولمة و الأنترنيت و الديمقراطية , وكيف تعتقدون إن ما يحدث في كري سبي (تل أبيض) تطهيراً عرقياً و بدون دليل قاطع و تتجاهلون المستوطنات الحقيقية المتمثلة بقرى الغمر المنتشرة في كل حدب و صوب و على أخصب أراضي أخوتكم الكرد في الجزيرة السورية المعطاءة دون وجه حق .
علماً أن الجميع يعلم بأن PYD و YPG لا يؤمن و لا يعمل بمبدأ التمييز العرقي و لا يتعامل مع مكونات الشعب وفق هذا المنظار , أقول هذا لبيان الحقيقة ليس إلا و ليس دفاعاً عن أحد بل أنني أرى أن ما يحدث في كري سبي هو تطهيرها من العرق الداعشي و الإرهابي و حاضنتها البشرية و ان ظهر خرق هنا او هناك على سبيل المثال لا الحصر فهو ضريبة الحرب و رسومها هذه الحروب التي فرضتها ما يسمى بالدولة الاسلامية و أخواتها و على السوريين عامةً و على المكون الكردي بصورة خاصة .
وفي الختام نطلب من الأخوة فلاحي الغمر العودة الى محافظاتهم و تسليم الامانات الى اصحابها رفضاً للتطهير العرقي و حفاظاً على السلم الأهلي.
ديرك
24/06/2015 عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي
التقدمي الكردي في سوريا