طه عيسى: كوباني أسقطت القناع

Share Button

كوباني علمتنا الكثير من الدروس وفكت الكثير من العُقد وكشفت عورات الكثيرين ومنها الدور التركي في الأزمة السورية عموماً وأزمة كوباني بشكل خاص . فمنذُ انطلاقة الثورة السورية 1779739_674960579211904_523983039_nالمباركة أظهرت تركيا تعاطفاً كبيراً مع الثورة وفتحت حدودها لآلاف اللاجئين والمعارضين والثوار كما فتحت معسكرات التدريب لبعض كتائب الجيش السوري الحر . كل هذا من أجل إعادة أمجاد الدولة العثمانية بقيادة الأمة الإسلامية ( المحور السني ) ومن أجل ذلك كان عليها فعل المستحيل للإبقاء على الأزمة دون حل لإنهاك جميع الأطراف وبالتالي فرض حلولها الخبيثة والسيطرة على الوضع لسنوات طويلة وجعل سوريا إمارة تركيا إسلامية بصبغة إخوانية أردوغانية ، والواضح وبعد فشل إخوان مصر في إدارة الدولة وبالتالي سقوطهم في ثورة أخرى قد أثرت بشكل مباشر على طموح الأتراك في سوريا ، والمترقب للأحداث يلاحظ ومنذُ عدة أشهر خفت حدة التهديدات التركية لنظام بشار الأسد وبموازاة ذلك ضعف دور المعارضة السورية ( الائتلاف ) في تركيا وعدم قدرتها في تأمين الدعم العسكري للثوار على الأرض كل هذا يفسر بأن تركيا وصلت إلى قناعة بانها لا تستطيع قيادة الأزمة ( كل الأزمة ) ولو إنها استفادت وتستفيد من الثورة بشكل أو آخر ( اقتصاديا ) ومن جهة أخرى أدركت إنها لن تكون بعيدة عن المشاكل إن أستمرت في نهجها ، وبالتالي اختارت أن تعمل بشكل خفي وتدير الحرب عن طريق وكلاء وتتلقف إي عامل جديد وتضعه في خدمة أجنداتها فحتى فترة كان الدور والتأثير التركي على داعش ضعيفاً حتى أحداث الموصل وأسر 49 مواطناً تركياً من قبل داعش بينهم القنصل التركي وأثناء ذلك وبحجة المفاوضات معهم لتحرير أسراهم توطدت بينهم علاقات وتفاهمات جيدة وأطلقوا يدها في المناطق الكوردية والكورد العدو التقليدي للدولة التركية ، فكانت شنكال أولى الضحايا ، ولكن لحسن تدبير إقليم كوردستان انقلبت الآية على الساحر وأستفاد الإقليم من الأزمة وحصل على دعم دولي وإقليمي منقطع النذير مما أثار حفيظة أردوغان ووجه داعش إلى مناطق كوردستان سوريا وكوباني تحديداً فحصلت كارثة إنسانية على حدودها ودمرت كوباني اقتصاديا وسياسياً ومعنوياً ولسوء تدبير حكومة الكانتون ولتفرده بالساحة السياسية والعسكرية لم تستفد من المتغيرات الحاصلة والتحالف الدولي وبالتالي وقعت تحت رحمة الأتراك لإنقاذ كوباني وشعبها أو الانتحار السياسي الجماعي .والآن ليس كقبل سنة أو سنتين ، أصبح الشعب التركي يدرك مدى ضلوع دولتهم في الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب السوري بشكل عام وكوباني بشكل خاص بالأدلة القاطعة .
فانتظروا ثورة الشعوب التركية  ضد هذا النظام الذي لا يقل إجراماً عن الأنظمة العربية.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...