طه الحامد : الفخ الأمريكي اخطر مما نتصور !

Share Button

‏ يبدو لي إن أمريكا تلعب مع المنظومة دور الصياد مع الفريسة ، حيث تقدم التطمينات في الغرف المظلمة لحتى تقع الفريسة في الفخ بأرجلها و ثم ينقض عليها بمخالب مستعارة ، حيث عجزت تركيا بكل جبروتها من إنهاء المنظومة خلال أربعين سنة ، ستنجح أمريكا في إنهائها عبر هذه اللعبة وإستنزاف ما تبقى من المقاتلين ، حينا في معارك مع صنيعتها داعش وأخرى في معارك مع حليفتها التاريخية تركيا !
وإلا ما هو تفسير القيادة لهذا التهرب الأمريكي من الإقرار الصريح والعلني بأنهم مع حق الشعب الكردي وسوف يدافعون عنهم ويعملون على حمايتهم من الإبادة ويتخذون قراراتهم بهذا الشأن .
لم أقرأ ولم أسمع لمسؤولاً أمريكياً يقول : تحالفنا مع الكرد لأجل بناء فيدرالية أو حكم محلي أو دولة أو نظام ديمقراطي ..كل ما يقولونه هو أنهم متحالفون معهم لأجل محاربة داعش ..وداعش تسرح وتمرح في عفرين بل تم نقلهم من شرق الفرات إلى هناك بعلم الأمريكان وحمايتهم في صفقة مشؤومة !
قبل أن تجد أمريكا البدائل المحلية على الأرض وتفلتهم على الكرد يجب أن يقف من بيده القرار على هذا الموضوع و قبل فوات الٱوان .
من جهة أمريكا داعمة أساسية للجيش الحر الذي يقتل الكرد و تُستقبل قيادته في واشنطن و هي متفهمة و متواطئة مع تركيا ولن تتخلى عنها وراعية لكل الأنظمة الديكتاتورية في العالم و لم تعمل لإزالة بشار ومن جهة أخرى تحتمي بالكرد و تحارب بهم و تعدهم بأوهام حتى على مستوى إحضارهم في جنيف لم تفلح .
ستقولون لها قواعد في روجافا ..ماذا يعني ذلك ؟
تلك القواعد ستكون وستبقى حتى في ظل الإحتلال التركي المرتقب لكامل روجافا او في ظل إيجاد بدائل محلية وهي تستغل الوقت لإنجاز ذلك بعد أن خدعت الكرد لإيجاد موطئ قدم لها ، فهم أعضاء بالناتو و قواعدهم متجاورة مع القواعد التركية في عدة دول وبالأخير الكلب لا يأكل لحم الكلب .
إما أن تعلن أمريكا علناً رؤويتها حول القضية الكردية بشكل شامل وعادل ويستمر التحالف حتى لو تم إلحاق باشور وروجافا بتركيا نهائيا كشكل للحل النهائي في دولة واحدة يكون الكرد شركاء حقيقيين فيها ، أو أن يختار الرفاق أهون الشرور و الحفاظ على الوجود القومي ومنع حصول إبادة لن نقوم من ٱثارها لمئة عام قادمة .
وهذا ما يدفعني للقول كما قلت قبل إحتلال عفرين … اخراج الدم الكردي من سوق القمار و ترك روسيا وامريكا وتركيا والنظام وإيران يتصارعون فيما بينهم و يلعبون بدماء أخرى أفضل من البقاء كبراغي في ماكيناتهم دون ثمن قومي ملموس على الأرض .
الوجود الكردي وديمومته ولو بأبسط الحقوق أفضل من تعريضه لمخاطر عبر حسابات حزبوية أكبر من طاقتنا .
عفرين أحتلت عبر الإنتقام الروسي وذهبت ضحية التحالف الوهمي الهش مع الأمريكان ..اعتقد لو كان التحالف مع الروس، لكانت قسد في جرابلس والباب بدلاً من أن يكون أردوغان في عفرين ، ففي عز الخلاف الروسي التركي مال الرفاق للأمريكان بدلا من الإستفادة من هذا التناقض و انتزاع بعض الحقوق من الدولة السورية ، بل ساهموا في ذهاب الروس للإستعانة بتركيا التي كانت جاهزة لذلك بعد أن شعرت بان الروس جادون في بناء فيدرالية سورية للكورد فيها حصة كبيرة …ولو حصل ذلك لكان الأمريكان خارج المشهد الميداني كما كانوا قبل ٢٠١٦ ولكان الكرد بحماية الروس وشرعية الدولة كما كانوا قبل مجيئ الأمريكان و معارك سري كانييه الأولى تشهد بذلك ..الأمريكان أرسلوا داعش كمنصة و حجة للدخول عبر بوابة كوباني ، وهم من سوف يضحي بالكرد لإستعادة تركيا وفك تحالفها مع الروس حتى لو كان بتسهيلهم لإحتلال تركيا كامل الشمال السوري .
الوضع خطير و معقد ولكن مازال هناك هامشا للمناورة …و الرهان على فك ارتباط تركيا بالغرب بشكل قطعي وارد ولكن صعب المنال لأنه بمجرد ذهاب أردوغان عن السلطة ستعود المياه لمجاريها أو تتفكك الدولة التركية وهذا لا يخدم الغرب بقدر ما يخدم المحور الايراني الروسي السوري …و بقاء أردوغان كسلطاناً معربداً يهدد الغرب ليل نهار ايضا يجعل الغرب يخشونه و يبتعدون عن شروره و ليس لديهم سوى الورقة الكردية يضحوون بها لدرء شره عنهم لحين تحريك وضعه الداخلي القابل الإنفجار في اي لحظة .

نقلا عن صفحة طه الحامد

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...