قرأت الكثير من الكتابات حول حضور محمد الفارس إحتفالية الحزب الديمقراطي التقدمي والنقد اللاذع لقيادة الحزب , من حيث المضمون والتوصيف لشخصية محمد الفارس ودوره كجزء من ماكينة النظام البعثي لا أختلف مع تلك الكتابات , ولكن من حيث المنطق لا أرى فيه سلبية كبيرة , غالبية أطراف الصراع السوري تتحاور وتتفاوض لأجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية , فمن يجلس للتفاوض مع النظام أو الإعتلاف الذي هو وجه مسخ للنظام فلا ضير من جلوسه مع شخصية عشائرية لها أتباع وقوى مسلحة ولها دور في الحرب والسلام بالجزيرة .
أنا من أنصار التفاوض وفتح الحوار من قبل الحركة الكوردية مع شيوخ العشائر العربية في روجآفاي كوردستان والشمال السوري كون المكون العربي ليس لديه تنظيمات سياسية ومؤسسات مدنية فاعلة خارج إطار العشيرة , ولأن مصير العيش المشترك والحرب والسلام في مناطقنا مرهون بمدى توافق المكونات في مناطق التشارك والتداخل العربي الكوردي وليست مرتبطة بشكل مصيري مع المركز او المحافظات الأخرى .
ومن ناحية أخرى العقلية الثأرية والإنتقامية لن تجلب سوى المزيد من الإحتقان والنزاعات وعلى اساس ذلك يجب ان ندعم شخصيات بوزن الأستاذ عبدالحميد حاج درويش في مسعاه الوطني والإجتماعي لتبريد العصبيات وخلق فضاءات للتوافق والمصالحة بين المكونات ولكن على قاعدة العدل والإعتراف بحقوق جميع المكونات في إطار المشروع العلماني الديمقراطي الفيدرالي وليس على أساس بوس الشوارب وعفى الله عما مضى فقط .