صورة يجب أن تهز ضمير العالم

Share Button

صور الطفل السوري “حسن الطويل” البالغ من العمر 6 أشهر الذي تُوفي مُتجمدًا من البرد في مدينة حلب ويجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تهزّ ضمير المجتمع الدولي المُتجلد الذي عجز عن حماية الشعب السوري من _19096القتل على مدار أكثر من ثلاثة وثلاثين شهرًا، ويعجز الآن عن توفير المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة لملايين اللاجئين والنازحين السوريين الذين فرّوا من بلادهم لحمايتهم من خطر الموت بسبب الطقس العاصف الذي يضرب بلاد الشام.

حصيلة الوفيات بسبب البرد والثلوج وصلت إلى أربعة أطفال سوريين داخل سوريا وفي مخيّمات اللجوء في لبنان، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع في حال لم تبادر الأمم المتحدة ومنظماتها لزيادة وتيرة مساعداتها الإغاثيّة إلى اللاجئين نتيجة لنقص الأموال وعدم قدرة هذه المنظمات على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين والنازحين السوريين الذين تتزايد أعدادهم بسبب القصف المتواصل للنظام للمدن والبلدات السوريّة الذي أدّى إلى دمار هائل في منازل المواطنين وفي خدمات البنية التحتيّة فيها.

مأساة اللاجئين في سوريا تتزايد مع اشتداد ضراوة القتال واشتداد هجمات النظام على المدنيين، حيث فرّ الملايين من السوريين من الغارات الجويّة والقصف بحثًا عن ملجأ من النزاع الدامي الذي يُمزّق بلادهم منذ 33 شهرًا، إلا أن المأساة تبعتهم أينما حلوا، أكان في مخيمات متواضعة في دول الجوار، أو خلال ترحالهم القاتل نحو شواطئ أوروبا.

البرد القارس الذي خيّم على دول اللجوء السوري زاد في معاناة اللاجئين السوريين خاصة الذين يقطنون في خيم ومخيمات تفتقد للحدّ الأدنى من الحماية، والمساعدات التي تقدّمها المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين من بطانيات من الصوف وفرش بلاستيكية وفرش لا تفي بالغرض ولا تجلب الحماية والدفء للاجئين.

لقد أطلقت أكثر من منظمة وجمعية خيريّة وعربية ودولية نداءات استغاثة لإنقاذ اللاجئين في فصل الشتاء القارس ومنها جمعية قطر الخيرية التي أطلقت حملة “سوريا ألم وأمل .. شتاء بحجم معاناتهم”، حيث تعمل الجمعية على إغاثة اللاجئين السوريين في داخل سوريا وفي مخيّمات اللجوء بدول الجوار من خلال السعي لتوفير الغذاء والملبس والدواء ووسائل التدفئة وإيصالهم لها، إلا أن المأساة التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون أكبر من إمكانيات الجمعيات الخيريّة التي لا تستطيع رغم جهودها الجبّارة توفير المساعدات للاجئين والنازحين، فالمأساة الإنسانية في سوريا وفي مخيّمات اللجوء تستدعي جهدًا عربيًا وإقليميًا لمواجهة تداعيات العاصفة الثلجيّة والبرد القارس الذي يهدّد حياة ملايين اللاجئين.
نقلا عن جريدة الراية القطرية

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...