صديق ملا: ((يوميات مهاجر ))

فيما توشك الثورة السورية أن تدخل عامها السادس ، ولا يزال السوريون يبحثون عن ملاذ آمن ، فيحاولون وبشتى السبل والوسائل والطرق الوصول إلى بلد ما ، ينالون فيه بعض الراحة والإستقرار تحت سقف يحميهم من الدمار والقتل والإعتقال ، فيعانون الأمرين في طريق الهجرة المحفوفة بالمخاطر. وما إن يصلون بلد اللجوء وما يجدونه بداية من تعاطف وود لدى أهل البلد المضيف ، إلا أن خيبة الأمل ما تلبث أن تطفو على السطح فتصطدم الأحلام بالواقع المرير ، فيجد اللاجىء (الحالم بالجنة )!!!!!أن الحياة على الأرض الجديدة تختلف عما تصورها في خيالاته ، فهذه البلدان لن تقدم له العيش الكريم على طبق من ذهب .
فالعمل هنا أساس الحياة وكل مافي هذه البلدان قائم عليه(العمل )ولا جزاء ولا أجر من دون عمل ، ويتساوى في ذلك الذكور والإناث.
فالله سبحانه وتعالى سخر الناس ليخدم بعضهم بعضا من خلال عملهم ، فطرق المعاش تجعل من الكل أن يعمل (كل حسب اختصاصه ).
أما التحايل على القوانين والدستور للإستفادة من المعونات دون وجه حق وتبرير ذلك لأنه بلد كافر(غير مسلم )؟؟؟!!!!وبالتالي فلا مانع من ارتكاب الموبقات فيه فهي خروج سافر عن قيم الغرب وتقاليده وأخلاقياته.
ولا يقتصر تعاملنا مع الآخر المختلف بل حتى مع بعضنا البعض.
ذلك لأن عهود الاستبداد والإستغلال لن تزال بسرعة وبسهولة من نفوسنا ضمن مجتمع تفكيره (ذكوري ) يجد في المرأة كائنا أقل شأنا ، ولا يتقبل الذكر فيه هذا الامتياز ، سيماوأن المرأة المقموعة في مجتمعها وجدت فرصتها وضالتها هنا في (العلم والعمل ) والاستقلال عن سلطة الرجل، فخرجت عن الطاعة ، وحطمت القيود؛ وتركت الذكر الذي لا يملك سوى اتهامها بشرفها وكرامتها وسيلة لاسترداد كرامته المزيفة!!!! لاعنا ذلك المجتمع الجديد الذي جعل السلطة تخرج من يده ؛ ومتحسرا على أيامه في بلده حيث الأخلاق الحميدة؟؟!!!!!.
إذا فالصورة في بلاد اللجوء ليست وردية ومشرقة تماما ؛ لكن بالتأكيد فهي ليست قاتمة أيضا…..
مع تمنياتي بأن تكون سورية في يوم من الأيام ديمقراطية تعددية برلمانية ينتفي فيه الحروب والأهوال والويلات وتكون لجميع السوريين من (عرب وكرد ومسيحيين وعلويين ودروز وشراكسة ووووو )دون إقصاء أو تهميش…….

ألمانيا 1/10/2016