كان الشعب الكردي في سورية ولا يزال ضحية للأجندات الكردستانية، لا بل كان وقودا لثوراتهم، وحديقة خلفية لسياساتهم الإقصائية والدونكشوتية والتي لم يجن من ثمارها غير الخيبة والخذلان ؛ والأنكى من هذا كله :
أنهم كانوا ولا زالوا يتدخلون في شؤونهم في كل صغيرة وكبيرة دون مراعاة الظروف والسياسات التي هم أدرى منهم بأوضاعهم السياسية وشعاراتهم والتي لا تخدم سوى أجنداتهم .
فمن جهة يدعي (المجلس الوطني الكردي ) أنه يمثل الغالبية العظمى من الشعب الكردي في سورية والأحرص على مصالحه الآنية والمستقبلية !!والتي أثبتت الأحداث والوقائع في الأشهر الأخيرة من العام الحالي عكس ما يدعون وما يناضلون من أجله ؛ وخير دليل على ذلك ما صدر عن قادة المعارضة السورية؟؟!!وبالذات من (الهيئة العليا للمفاوضات )بحق شعبهم الكردي وادعاء البعض منهم أنه لا توجد أراض كردستانية في سورية ولا قضية كردية؟! والبعض منهم صرح أن الكرد لا يشكلون سوى خمسة في المئة من مجموع الشعب في سورية ك(الزعبي وكيلو وجعارة وووووو ).ولم يبد أيا من ممثلي المجلس الكردي في تلك الهيئة أية اعتراضات اللهم إلا ما ندر من تصريحات خجولة وتبريرات غير منطقية على الرغم من الدعوات الكثيرة والنداءات التي عن قيادات الحركة السياسية الكردية بالانسحاب من هذه الهيئة ولعل أبرزها نداء سكرتير حزبنا الرفيق ( عبدالحميد درويش ) والذي دعا صراحة إلى الإنسحاب من هذه الهيئة التي لا ناقة للكرد فيها ولاجمل ؛ وكذلك وثيقة المبعوث الدولي (ديمستورا )والتي خلت هي أيضا حتى من ذكر كلمة الكرد ؛ وأخرها ما صدر عن اجتماع المعارضة (وثيقة لندن ) والتي هي نقضت كل البنود والمواد التي اتفقت عليها المعارضة السورية والمجلس الوطني الكردي. هذا من جهة .
ومن جهة أخرى:
يدعي (تف_دم )و(pyd)أنه هو من يمثل تطلعات الشعب الكردي في (روج آفا )وأعلن عن فيدرالية هشة وخلبية ومن طرف واحد دون مشاركة المجلس الوطني الكردي وخالية من أي مضمون كردي أو كردستاني ( العقد الإجتماعي )ويمارس على أرض الواقع أبشع أنواع القهر السياسي بحق قيادات الحركة السياسية الكردية من الصف الأول؛ وكذلك إعتقال الشباب والشابات القصر وزجهم في معركتهم بحجة التجنيد الإجباري! فلم يستثنى من ذلك أحد حتى طلاب المدارس والجامعات من تجنيدهم الإجباري المزعوم ؟؟!!دون أدنى رادع وإحترام لمشاعر الشعب الكردي ؛ ويدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان في وقت لا يسمح لأحد غير مجدهم ولونهم وصوتهم أن يتنفس في مناطق (إدارتهم الذاتية)؟؟!!ويدعون أنهم المخلص والوحي للشعب الكردي ولا أحد غيرهم وينفردون بالساحة السياسية الكردية ويمارسون أساليب القهر والإذلال والتهجير بحق هذا الشعب الكردي والذي أبى ولعشرات السنين ذل وعبودية وقهر البعث البائد وأجهزته القمعية ومشاريعه العنصرية المقيتة ؛وناضل وبكل قوة وصلابة دفاعا عن حقوق الكرد المشروعة .
وما حدث البارحة في (ملتقى الجزيرة الوطني )في عامودا بغياب هذين المجلسين لهو دليل قاطع على دحض وتفنيد ادعاءاتهم الباطلة في دفاعهم عن القضية القومية للشعب الكردي في سورية ؛ وكذلك دليل ساطع على عدم امتلاكهم لقرارهم السياسي ولا يملكون صلاحية تخولهم لحضور هكذا لقاءات ؛ ولم يغمز لهم من خارج الحدود لحضور هذا المحفل المهم لشعبنا الكردي والتي من المفترض أن يكونا هما صاحبي مثل هذه اللقاءات ومنهما تصدر الدعوات والمقترحات التي تخدم شعبنا الكردي .
لكنهما أثبتا وبالدليل القاطع أنهما رهينة أجندات كردستانية ليست من مصلحتها وحدة قرار الحركة السياسية الكردية حتى على مستوى السلم الأهلي ومن الإقتتال بين مكونات الجزيرة السورية ؛لا بل يريدون من الحركة السياسية الكردية في سورية أن تكون مقموعة وذيليةوتابعيةلأجنداتهم السياسية ….
لكن الشعب الكردي الذي تربى على نهج وسياسة( نورالدين ظاظا وأوصمان صبري وجكرخوين وعبدالحميد درويش )لا يمكن أن يكون عبدا وتابعا لسياسات وأجندات لا تريد الخير لشعبنا الكردي في سورية؛ ولا بد لشمس الكرد أن يسطع وإن طال الظلام.
ألمانيا 15/10/ 2016