إن من يتابع سير الأحداث الدراماتيكية والمتسارعة في منطقتنا الشرق _أوسطية وتحديدا في (سورية والعراق )
يدرك جيدا حجم الإتفاقات والمؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الشعب السوري والعراقي بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص .
فلو تمعنت في الموقف السياسي لحزب العدالة والتنمية منذ بداية الثورة السورية وما رافق ذلك من تصريحات نارية وخطوط حمراء من أردوغان وأزلامه لآمنت ايمانا مطلقا بأنه (المخلص والناجي )للشعب السوري ، ولكن عندما وصلت الأمور في بلاده حد الإطاحة به وبعصابته استنجد بالقاصي والداني في سبيل مصلحته ومصلحة بلاده ابتداءا من تقديمه فروض الطاعة للرئيس الروسي بوتين واعتذاره عن إسقاطه الطائرة الحربية الروسية وتنازله للأسد ببقائه في السلطة،
ولو استمعت إلى تصريحات المسؤولين الأتراك والعراقيين قبل أشهر من الآن ما كنت ستخمن أن العلاقات بينهما ستتحسن بهذه السرعة ؛ لكن الدول تملك دائما المصلحة العليا لدولها ما يجعلها مستعدة لتحويل الغد الملتهب إلى يوم نقاء وصفاء لتوقيع الإتفاقات والتفاهمات من أجل مصالحها المتبادلة دون الالتفات إلى ما كان يصدر عنهما من خطب حماسية وتهديدات نارية.
ورغم كل الخلافات والمشاكل التي كانت وما زالت تعصف بالعلاقات السياسية والاقتصادية بين كل من (تركيا والعراق وإيران وسورية )إلا أن هناك نقطة جوهرية مشتركة ما بين هذه الدول وهي التي(توحدهم )وتعيد العلاقات فيما بينهم إلى طبيعتها وهي (القضية الكردية) وكيفية قمعها والتصدي لها على الرغم من خلافاتها وتجاذباتها…..
وأمام هذه الوقائع والمستجدات أين تكمن مصلحتنا الكردية؟؟؟.
إن الواجب القومي الكردي يتطلب منا جميعا أفرادا وجماعات وأحزابا سياسية وأمام المخاطر الجدية ، ونكران الأنظمة الغاصبة لكردستان لحقوق الشعب الكردي يتطلب :
العمل على توحيد الصف ، ومد يد التعاون والتنسيق ، ونبذ الخلافات ، وتوحيد الطاقات ، وبذل الجهود المخلصة للتفاهم والعمل معا لخدمة شعبنا الكردي وقضيته العادلة ، ورسم الاستراتيجيات العامة للكرد ، وتجسيد الموقف الكردي الموحد في كافة المجالات المتعلقة بمصير الشعب الكردي في كردستان سورية ، وذلك بالتعاون الأخوي الصادق ، والإحترام المتبادل للآراء والمواقف، والحوار الديمقراطي الهادئ ، وسد الثغرات التي من خلالها يتسلل أعداءنا إلى الداخل الكردي ، كما أن عقلية الإستبداد بالرأي ، وإلقاء التهم جزافا مدان بكل المقاييس.
وأعتقد جازما أن للكرد محطات تستوجب الوقوف عندها والإشادة بها والإقتداء والسير عليها وتكريسها في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ حركتنا السياسية، وللتذكير :
في انتفاضةقامشلو(2004 )وبرغم المؤامرة الخبيثةالتي حيكت في دهاليز المخابرات الأسدية ضد شعبنا الكردي فقد استطاعت قيادتنا السياسية وبجهود جبارة وبكل تفان تفويت الفرصة على الذين أرادوا الشر بنا وبقضيتنا من خلال تكاتفهم وتشكيلهم بما سميت إطارا (مجموع الأحزاب الكردية )وكانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها مؤامراتهم .
ومع التطورات المتسارعة التي شهدتها المنطقة واندلاع ثورة الشعب السوري السلمية ضد نظام الاستبداد ؛ والمطالبة بالحرية والكرامة ازدادت الحاجة إلى إنشاء مرجعية كردية وفعلا توجت تلك الجهود في بناء إطار بإسم(أحزاب الحركة الوطنية الكردية )بما فيها حزب الإتحاد الديمقراطي(pyd) والتي تحولت فيما بعد إلى (المجلس الوطني الكردي )بتاريخ26/10/2011والتي ضم غالبية الشعب الكردي السياسية والإجتماعية والمثقفين والمستقلين وتنسيقيات الشباب والمرأة ، وباستثناء حزب الإتحاد الديمقراطي الذي انسحب منه….
ومانتأمله ونرجوه من قيادات الحركة السياسية الكردية في كردستان سوريةوضع المصلحة الكردية العامة أولا وأخيرا في الإعتبار والتنازل عن المصالح الحزبية والفئوية والشخصية ووضعها في خدمة المجموع العام للقضيةالكردية ، والآتفاق على الحد الأدنى …
وأنا واثق بأن مصالحكم الحزبوية والشخصية ليست بمستوى مصالح الدول والأنظمة والتي تتنازل لبعضها خدمة لمصلحتها العامة………..