صديق ملا: الكرد والاندماج في المجتمعات الأروربية.

تتقدم المجتمعات والشعوب وتتطور بمدى ما تحققه من الإنجازات العلمية والبحوث التي تفضي في النهاية إلى خلق إنسان ذا عقلية متقدمة ونيرة ، ونابذةللعادات القديمة ، والممارسات الخاطئة ، التي ورثناه من آبائنا وأجدادنا على مر الدهور والأزمان .
ومن هذه العادات الإجتماعية (حفلات الأعراس)و(مجالس العزاء )وهي كغيرها من العادات فقد طالتها الحداثة والتطور والتغيير ، فكلنا يتذكر كيف كانت أعراسنا وتعازينا تمتد لايام عديدة أكلا وشربا وأحيانا نوما إن دعت الحاجة لذلك ، وبفضل جهود الأحزاب الكردية ، وإرشادات وتوجيهات علماء وشيوخ الدين فقد تقلصت عدد الأيام ومعها تقلصت الخدمات من (الأكل والشرب)
واقتصرت فقط على شرب القهوة المرة وقراءة الفاتحة.
لكن مانراه في أوربا من حفلات الأعراس ومجالس العزاء تنعكس سلبا على شعبنا الكردي ومدى قابليته السريعة للحضارة والتطور خصوصا وإننا نعيش في مجتمع متطور ثقافيا وعلميا وحضاريا كالمجتمع الغربي (الأوربي ) فقد أصبحت حفلاتنا ومجالس عزاءاتنا أماكن للتبختر والتكبر (التبرج ) فبدلا من أن نصبغ هذه العادات والحفلات بصبغة حضارية راقية تعكس الوجه الحقيقي لشعبنا الكردي العاشق للتطور والحضارة والرقي فإذا بنا نعود به إلى الوراء عشرات السنين ، ونقحمه في متاهات من الشكليات والروتين السائد بيننا ، وتعود بنتائج عكسية ترهق كاهلنا من الناحية المادية أولا ، وجهودنا وتعبنا ثانيا ، وتحميل أصحاب الشأن بأمور خارجة عن قدراتهم وأحوالهم المعيشية.
وبهذه المناسبة :
أناشد الأحزاب الكردية أولا وأخيرا ، كما أناشد المرجعيات الدينية المتواجدة على الأراضي الأوربية وخاصة أصحاب الشأن في طائفتنا (الإيزيدية ) الكريمة لوضع حلول مناسبة لهذه العادات الإجتماعية والتي عفا عليه الزمن وأصبحت من الماضي ….اقتداءا بالقول المأثور :
(لكل نمط من المعيشة نمط من التفكير )

ألمانيا 22/12/ 2016