صديق ملا: الشعب السوري والآمال المعقودة

Share Button

بحلول الخامس عشر من آذار الجاري يكون قد مرت وانقضت على الثورة السورية والتي يعرف (الأزمةصديق  السورية)عقد ٌمن الزمن ولا يزال الأفق مسدوداً على حل سياسي حقيقي يلبي طموحات الشعب السوري في إنهاء نظام الطاغية والإستبداد والفئوية والمذهبية القابع في قصر المهاجرين في الشام , وإقامة نظام ديمقراطي , تعددي , إتحادي , فيدرالي يحقق رغبات وطموحات الشعب السوري التواق إلى الحرية والعدالة والمساواة بمختلف فئاته وطوائفه من (كورد وعرب ودروز وتركما وعلويين ومسيحيين وووو)دون إقصاء أو تهميش أو هضم ٍللحقوق , الذين طالبوا ويطالبون بحقوقهم أسوة بباقي شعوب المعمورة الذين قاوموا ويقاومون المستبد والظالم ويشعلون الثورات لتغيير واقع مأساوي حيث (لا كرامة للمواطن ولا قيمة له )إلا بقدر طاعته وولائه لهذا النظام العفلقي الشوفيني البائد , أو التعاون والدسيسة لأجهزته المخابراتية وأفرعه الأمنية .
ولولا عسكرة الثورة وتدخل الدول الإقليمية والدولية لأصبح مصير الأسد ونظامه قاب قوسين أو أدنى من السقوط المخزي والمذل بفضل انتفاضة الشعب السوري العارمة والواسعة من أقصاه إلى أقصاه , بدءا ًمن إستدعائه النظام الإيراني وميليشياته الطائفية والتي تفتخر إيران علانية بأنها هي من أنقذت نظام بشار الذي كان على وشك السقوط والإنهيار بدءا ًمن عام2012 وحتى عام 2013 .
ومن ثم إستقدم النظام السوري المحتل الروسي عام 2015 بصواريخه وطائراته وعدته الحربية وقنابله المتفجرة وتجربته لمئات الأنواع من أسلحته على الشعب السوري في الغوطة الشرقية والغربية وإدلب وحمص وحماه السورية, وبذلك أصبحت الأرض السورية مرتعاً خصباً للتنظيمات التكفيرية والجهادية والإرهابية من ( داعش وحالش وجبهة النصرة وحزب اللات اللبناني والحرس الثوري الإيراني وعصائب أهل الحلق العراقي وووو) والمرتزقة الأفغان والشيشانيين , وأصبحت بذلك سورية سجادةمرقعة من الفصائل التكفيرية والجهادية المدعومة :
(تركيا _إيرانيا_خليجيا )
وعاثت فساداً وخراباً ودماراً وأحرقت الأخضر واليابس.
وخلال هذه السنوات العشر من عمر الأزمة السورية لا يزال النظام السوري يرفض الحل السياسي ويفضل الخيار العسكري , ويتهرب منه وتبين ذلك جلياً في االمفاوضات الماراثونية التي أنعقدت في جنيف ومن ثم في آستانة وسوتشي من خلال جلسات الدول الضامنة(روسيا-إيران -تركيا ) ……!!!!!!
وقد أثبت للقاصي والداني أن هذه العقلية (عقلية البعث الشوفيني) تشعر بأنها إن قبلت أية خطوة من خطوات الحل السياسي بأنها تنازل يفضي إلى نهايته وزواله …..!!!!!
وكل ذلك بدعم وتأييد روسي من خلال تواجده ودعمه عسكرياً من خلال تواجده على الأرض السورية بقواته وطائراته وأعتدته الحربية وحمايته دولياً من خلال إستعماله ورفضه للقرارات الدولية بإستعماله حق النقض ( الفيتو ) في الهيئات الدولية .
وكما يبدو للمشاهد والمواطن السوري أن الدول التي بيدها الحل لا تهمها مصلحة الشعب السوري وجعلت من سورية ساحة لتصفية حساباتها , ويبدو كذلك أن الدول التي بيدها حل المسألة السورية تريد إطالة أمد هذه الأزمة وكذلك المعارضة والنظام ولا يريدون أن تتوقف نزيف الدم كما أعلنها الراحل عبدالحميد درويش سكرتير حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته عندما كان رئيساً للوفد الكوردي في مفاوضات جنيف2 عندما أعلن صراحة وبحضور الموفد الدولي آنذاك الأخضر الإبراهيمي وبوجودوفدي المعارضة والنظام وكانوا حينئذ ٍ في قاعة واحدة ووجهًا لوجه حيث قال:
أنتم لا تريدون لهذه الحرب أن تتوقف وأشار بيده إلى وفد النظام (أنتم أمراء الحرب )
وأنتم تجار الحروب وأشار بيده لوفد المعارضة .
علماً أن الخيار الوحيد والمتاح هو الخيار السياسي ولا شيء سواه والذي يعبر عن إرادة دولية جامعة وتطبيقاً للقرار الدولي والأممي2254 والمتضمن تشكيل هيئة سياسية للحكم الإنتقالي , وصياغة دستور جديد يلبي رغبات وطموح وآمال كل السوريين , ويحفظ حقوقهم من دون إقصاء أو تهميش وكل ذلك يتطلب :
وقف الحرب والعمليات العسكرية , وخلق بيئة آمنة , وعودة جميع المهجَّرين داخليًا وخارجيًا إلى قراهم ومدنهم وبلداتهم .
إخراج المحتل ( التركي _الإيراني _الروسي _الأمريكي ) وجميع الفصائل والتنظيمات التكفيرية المنضوية تحت ألوية هذه الدول
تحرير مناطق (عفرين _ كرى سبي_ رأس العين )من قبضة المحتل التركي الغاشم وتسليمها إلى أهالي هذه المناطق وتعويضهم .
وتحية حب وتقدير إلى بطولات الشعب السوري بجميع طوائفه وقومياته وإثنياته على تحملهم وزر وصعوبات ومآسي وويلات السنوات العجاف من الفاقة والجوع والتشرد والتهجير عداك عن الحالة الإجتماعية والإقتصادية المهلكة والمتهالكة والمنتهكة……!!!!
ألمانيا 12/3/2021

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...