صديق ملا: إعترافات كوردي

Share Button

نزولاً عند رغبة الكثير من الإخوة العرب، شركاء الوطن والحلم، سأعترف بخيانتي ((لثورتهم وثوارهم….!!؟؟))وليطمئن بالهم ويناموا  قريري العين هانيهاً. سأقدم لهم كل الدلائل التي تشبع فضولهم وتضيف إلى وثائقهم التاريخية، اعترافاً دامغاً بخيانة تضاف إلى الخيانات المديدة من شعوب الأرض بحقهم عبر تاريخهم.

أنا الكردي الذي حلمت بوطن كوردي منذ تأسيس الدولة السورية، في بدايات القرن العشرين، وطلبت من المندوب السامي الفرنسي، وبمحضر رسمي موثق في الأرشيف الفرنسي بطلب تشكيل دولة كوردية، كدولة العلويين ودولة الدروز ودولة حلب وووووو..
وأرفقت طلبي بأن أتعهد بطرد كل سكان الخيام من عرب رُحّل كانوا يتجهون إلى مناطقنا في أوقات الجفاف، حدث ذلك في العام 1932 وبتوقيع أحد الممجدين في التاريخ الكوردي، نعم وتكرر الطلب مرات ومرات وأحياناً بتعهدات وأخرى بلا تعهدات.

أنا الكردي الذي لم يقتنع بالدولة السورية لحظة واحدة وبقيَتْ أحلامه مرتبطة بالطرف الآخر من الحدود المرسومة بعناية المصالح الفرنسية البريطانية، حيث اللغة الكوردية نفسها والعوائل ذاتها والأحلام عينها، فضَّلْتُ أن أكون بيشمركةً في جبال كردستان على أن أكون جندياً يرمي سلاحه وينهزم في جبهة الجولان. وأن تقتات النسور من جثتي في جبال كردستان، على أن تتقاسم الذئاب دمي على طاولات المفاوضات السرية والعلنية في ((جنيف وأوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة وبيروت ودمشق…..؟؟؟!!!))

أنا الكردي الذي صُنّفت على كوني بارزانياً وغير بارزاني في وثائقك، وعلى ضوئها قرر ضابط المنطقة واسمه (محمد طلب هلال)يرأس الشعبة السياسية، جهاز الاستخبارات الحاكم منذ تأسيس دولتك السورية، أن يمحيني من قيد الوجود على أساس أحلامي ونواياي، وكأن الأحلام والنوايا تُزال بقرار من ضابط أمن، فتوسع الحلم، فيما استكمل الضابط مطمئناً مشوار قتل الأحلام حتى حوّلك إلى جثة تقتات على قتل الأحلام…..

أنا الكردي الذي جرّب الثورة كل حين، ووقفْت ضدها كل حين، خشيْت من أحلامي دائماً، طالبتك بالأخوة فشككت في أحلامي، حتى جاءت ثورتك، ظننت فيك حالماً مثلي بالحرية، حاولت السير معك ولكنك رفضت، قلت لي يا أخي، أمض لا مكان لك بيننا، قلت لي، إن سوريا عربية وإسلامية وسنية وعثمانية ودرزية وإسماعيلية وتركمانية وكل شيء إلا كوردية…؟؟!!
نعم لقد تم رفض وجودي الكوردي في ما دعوته ثورة يا أخي. هل أذكّرك بالتفاصيل من مؤتمر انطاليا إلى جنيفات أم نسيت؟

حاولت أن أخطو معك خطوة بملامحي وأحلامي الكوردية رفضتني وطلبت مني أن أبدّل ملامحي. نعم خنتك، خانتك ملامحي، خانتك أحلامي، لم أوفق في لعب الدور المنوط بي يا أخي، أخترت الجمعة للتظاهر وأطلقت عليها أسماء لا تليق بأحلامي، فخنتك واخترتُ تسيير أيامي حسب تقويمي الكوردي. الأحلام ليست شعارات ترفعها، مثل تلك الجمعة التي سميتها ” آزادي”. الأحلام لا تشبه أيضا الاستعلاء في أن تجعلني أحلم بأن أكون كورديا ًعلى مقاس موهبتك في جعل المأساة واقعاً. أحلامي في مكان آخر يا جاري العزيز. لا أحلم بقتلك أبداً.

دعوتَ العالم كله إلى وليمة الدم في دولتك السورية، عقدت المؤتمرات وأسست المجالس والهيئات والائتلافات، أردْتَني أن أحضر تحت رايتك وحسب درجات أهوائك التي لا تناسبني، أردتني أن أكون شريكاً في هزيمة ترسمها ببراعة لا تُحسَدْ عليها، نعم هرع بعض أبناء جلدتي من الكورد للاحتماء بخيمتك، قررتُ خيانتك بكامل قواي العقلية، ألّا أكون شريكك في المأساة التي تتضاعف كل يوم، وهل من خيانة أكبر؟!
لا أعتقد، نعم لقد أنقذت ما تبقى من أهلي من قصف البراميل وحكم معصوبي العقل والعين من المجاهدين العائدين من قبور العصور الغابرة. خنتك ولم أمض معك خطوة واحدة، لم تدعوني أساساً، تحمّلت من أجل خيانتك الكثير و(كوباني )شهادة من عشرات الشهادات على تحمّلي، لم تترك لي كرسياً أشغله وأنت ترسم الهزيمة تحت أقدام جحافل الجهاديين وقصف الشبيحة وطائرات العالم. خنتك وأقنعت حليفك الغربي الذي اعترف بك ودعمك لسنوات، أنني صاحب المشروع الوحيد في تلك المنطقة بعد أن حولتَ المشاريع كلها وبهمة عالية إلى مجرد شعارات لا تثمر إلا ((قنابل وجهاديين وخرائب)).
نعم ما زلت أسير وفق أحلامي ولكني أعرف تماما أنها فقط أحلام وأتعامل معها على هذا الأساس، أضعها على رف الأحلام، أفكر كيف يمكن السير معك إلى بلاد تضمني وتضمك بتوازن رومانسي مع الأحلام، أحلامي وأحلامك، وطن من حقنا فيه أن نحلم جميعاً بما نشاء ونبنيه معاً وفق الواقع دون أن يقتل أو يغدر واحدنا الآخر. وطن لا تكون الخيانة فيه حاجة ضرورية للبقاء……..؟؟؟؟!!!

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 646 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 646 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ...