
صدر العدد الجديد (649) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية.
الافتتاحية :
ليس من الواضح بعد الاتجاه الذي قد تسلكه الأحداث في صيرورتها على الساحة السورية، فربما لم تكن حتى الجهات التي دفعت الأوضاع داخل هذا البلد نحو الفوضى اعتقادا منها بأنها قد تكون خلاقة وتحت السيطرة لتوجيهها في نهاية المطاف نحو تحقيق غايات معينة تخدم مصالحها، ربما تكون هذه الجهات ذاتها قد صدمت بمدى تعقيد الأوضاع في سوريا بحيث توفرت كل مسببات مثل هذا التعقيد الذي ربما بات من شبه المستحيل ضبط إيقاعاته نظرا لتوفر الأرضية والحاضنة، والظروف الذاتية والموضوعية للانقسامات العمودية والأفقية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، ونظرا للمثالب والمظالم والاحتقانات المتوارثة من النظام البائد، وعلى مدى عقود من الزمن،خصوصا مع صعوبة التحكم بضبط الأوضاع على الساحة السورية، و كذلك العمل على إيجاد رافعة للعمل الوطني لاحتضان وإيواء الجميع دون استثناء، والعمل على تبديد المخاوف المصيرية لهذا المكون أو ذاك، بعد الأحداث المأساوية في كل من الجنوب والساحل السوريين، وتأجيج خطاب الكراهية ضد الكل، وعدم إخفاء النوايا للقيام بما تم القيام به في تلك المناطق، وربما بشكل أكثر فظاعة فيما لو سنحت الفرصة في المناطق الكردية، مع غياب خيمة وطنية جامعة، لا بل إن ما حدث ويحدث حتى الآن يظهر العكس، ناهيك عن تشابك اختلافات مصالح القوى العديدة المتدخلة في الشأن السوري، فكلما أعد طرف خارطة طريق للخروج من المأزق، عارضتها وسعت لإفشالها بقية الأطراف لتعارضها مع مصالحها الأمنية والسياسية والاقتصادية، وهذا ما زاد من تفاقم الوضع، وغياب آفاق الحلول لتنذر باستمرار الأوضاع بكل اضطراباتها ومخاوفها وعدم استقرارها على هذا النحو بانتظار معجزة قد تفتح الباب أمام حل ما.. وفي مثل هذه الأجواء الملبدة والمآلات غير الواضحة لا بد للقوى والأحزاب السياسية الكردية من اليقظة والحذر من أحابيل ودسائس القوى والأطراف التي تعتبر مجرد الوجود الكردي خطرا على أمنها القومي، ناهيك عن أن تكون للكرد حقوق وكيانات وإدارات وأقاليم، وهذه القوى لم تأل يوما جهدا لتخريب وحدة الصف الكردي وبث الفرقة والفتن فيما بين الأطراف الكردية. من هنا تأتي ضرورة التمسك بمخرجات الكونفرانس الكردي الذي انعقد في شهر نيسان المنصرم، والعمل على توحيد الخطاب السياسي والاتفاق على نوعية المطالب الكردية بما يتناسب مع الظروف والأوضاع السياسية وقراءتها قراءة علمية دقيقة، وتحمل أعباء المسؤليتين القومية والوطنية في هذه المرحلة العصيبة، وأخذ الحيطة والحذر من ألاعيب ومكر من يحاولون زرع الفتن بين الكرد، في محاولة منها للالتفاف على مخرجات كونفرانس نيسان المنصرم.لذلك لابد من الدفع باتجاه معالجة كافة القضايا التي تخص السوريين بالحوار الوطني بعيدا عن أجندات الآخرين ويمكن إيجاد الحلول لكافة القضايا الخلافية مهما كانت تعقداتها.
————————————————————————
*جريدة الديمقراطي /العدد 649 / تشرين الثاني / 2025
*الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
لقراءة العدد اضغط على الرابط التالي:
موقع الديمقراطي Malpera Dîmoqratî
