صدور العدد الجديد 632 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (632) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية.
وقد تضمن العدد مواضيع مختلفة من بينها :

الافتتاحية :

الطغاة والأنظمة الاستبدادية يخشون المناضلين السياسيين السلميين والكتاب والحقوقيين، ويعتبرونهم خطرا على عروشهم ولذلك يسارعون إما إلى تصفيتهم جسديا أو يلفِّقون لهم تهما لإلقائهم في غياهب السجون، وعادة ما يكون قضاؤهم غير مستقل وقضاتهم تابعين بحسب الولاء وليس الكفاءة أو النزاهة، ويهدفون بقراراتهم المسيَّسة وغير المهنية إلى الاغتيال السياسي وإزالة المعارضين من الساحة ليفعل سادتهم ما يحلو لهم من جهة، ولترهيب الناس وكم الأفواه من جهة أخرى، وهذا تماما ما حصل عندما أصدرت محكمة تركية مؤخَّرا حكما جائرا غير عادل بحق المناضل صلاح الدين دمرتاش، الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي ورفاقه، حيث أصدرت بحقه حكما بالسجن لمدة اثنين وأربعين عاما وهو المودع بالسجن أصلا منذ عام ٢٠١٦ بتهم معلّبة جاهزة لا تستند إلى دليلٍ بيِّنٍ.
الجدير بالذكر أن المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان طالبت تركيا أكثر من مرة ليس فقط إطلاق سراح السيد دمرتاش، وإنما أيضا تعويضه، إلا أن السطات التركيه أدارت أذنا صماء لتلك الدعوات لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا أفضل مما هم عليه من العنصرية والتعصب القومي.
كذلك حكمت تلك المحكمة على السياسي البارز الذي حاز على منصب بلدية ماردين بموجب الانتخابات البلدية الأخيرة، السيد أحمد ترك، بمدة عشر سنوات، وتأتي هذه الأحكام تارة بحجة
” مساندة الإرهاب ” وتارة أخرى بحجة إثارة الاضطرابات وزعزعة الاستقرار في البلاد، وأخيرا دبَّروا أمرا سمَّوه (قضية كوباني) بذريعة التحريض على الاحتجاجات من أجل دعم مقاومة كوباني في محاربة داعش، ومهما يكن، وكما ذكرنا آنفا فالعنصريون والطغاة لن يعدموا حجة لإلحاق الأذى بالمناضلين الحقيقيين وإعداد سيناريوهات مفبركة لتجريمهم.
لكن الأمر الذي يجب على الشعب الكردي في كل مكان أن يقوم به وخاصة في أوربا هو عدم السكوت على مثل الحكم الجائر وهذا الظلم ،وتنظيم مظاهرات سلمية حاشدة أمام السفارات والمقار الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة بغية تحريك الرأي العام الرسمي والشعبي للضغط على الحكام الأتراك للعدول عن إجراءاتهم التعسفية وإطلاق سراح السياسيين من غير المتورطين بالأعمال المسلحة، وخاصة الشخصيتين الكرديتين المرموقتين، السيد أحمد ترك والسيد صلاح الدين دمرتاش وسائر السجناءالسياسيين وعلى رأسهم الزعيم الكردي عبد الله أوجلان.
—————————————————-
*- لقراءة وتحميل العدد اضغط هنا:

الديمقراطي العدد 632 آذار 2024-3