صدر العدد الجديد ( 631) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية.
وقد تضمن العدد مواضيع مختلفة من بينها :
الافتتاحية :
من الغريب أن يواجه شعب بأكمله خطرا يتعلق بوجوده ولا تجد القوى والأطراف السياسية في ذلك سببا لوحدة الصف والعمل على إنقاذ هذا الشعب الذي يدعي الكل تمثيله والعمل من أجله، مما يهدد وجوده ومستقبله. ورغم خطورة واستمرارية المراحل التي مرت بها الأزمة السورية والتي كانت في معظم محطاتها تشهد التفاهمات والتسويات، وفي الكثير من الأحيان المؤامرات بين الدول المتنافسة والمتصارعة على الساحة السورية على حساب الشعب الكردي ووجوده ومناطقه، ورغم استمرار هذه الأوضاع الشاذة كل هذه السنوات، ورغم الخسارة الكبرى التي تمثلت باحتلال عفرين وگري سبي وسري كانييه وتحويلها إلى مستوطنات للمرتزقة والإرهابيين وما حصلت فيها من فظاعات وجرائم بحق سكانها الأصليين وتهجيرهم قسريا وبناء مستوطنات للمرتزقة الذين تم جلبهم من مختلف الأماكن بهدف تغيير ديمغرافية هذه المناطق وطمس طابعها القومي الكردي، وخاصة عفرين التي كانت نسبة الكرد فيها تقارب 95 بالمائة، نقول كل هذا لم يشكل حافزا لمختلف الأحزاب والأطراف الكردية وخاصة طرفي الخلاف المتمثلين بالمجلس الوطني الكردي الذي بقي مستمرا في الائتلاف السوري الموالي لتركيا وأحزاب الوحدة الوطنية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، لم يشكل كل ذلك حافزا لهما لتوحيد الموقف والعمل ضمن هيئة أو جسم كردي موحد للدفاع معا عن حقوق ووجود الشعب الكردي، بل زادت الخلافات بينهما برغم التدخل الأمريكي المباشر لتقريب وجهات نظر الطرفين، وهذا ما أضعف الموقف الكردي وخلق حالة من اليأس لدى الجماهير وقد توصلت لقناعة شبه تامة باستحالة تحقيق وحدة الصف المأمولة، وفي حلكة هذه الأوضاع هناك محاولة جادة بين حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) لتشكيل نواة تقارب كردي- كردي والإعلان عن رؤية مشتركة والقيام ببعض النشاطات والفعاليات معا على الصعيد الجماهيري ما قد يعيد شيئا من الأمل والتفاؤل لدى شعبنا بأن هذه الخطوة قد تشكل نواة قوة سياسية كردية تعمل وفق استقلالية القرار السياسي الكردي والتركيز على حل المسألة الكردية في إطار حل مجمل القضايا والمشاكل على الصعيد الوطني السوري، فمتى ما تحققت وحدة الصف عندها يمكن أن نسلك المسار السليم ونحقق بعض النجاحات.
الديمقراطي العدد 631 آذار 2024