اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس موينتور الأميركية أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في الوقت نفسه الذي تجري واشنطن وطهران مفاوضات إيجابية حول البرنامج النووي، وفي حال التوصل إلى اتفاق في هذا الملف فمن الممكن التوصل إلى تعاون بين البلدين يفضي إلى حلّ “الأزمة” السورية. وقالت الصحيفة إن الأزمة حول أوكرانيا، والتي أثّرت على الجهود المتعثرة بالفعل من الولايات المتحدة وروسيا لحلّ “الأزمة” السورية، زادت من التكهنات حول احتمال لجوء واشنطن إلى التقارب مع إيران للمساعدة في حلّ الحرب الدامية أو الاتجاه نحو العمل الأحادي.
وأضافت أنّ الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا كانت كبيرة بشأن سورية منذ اندلاع الصراع، لأنّ موسكو من أشد المؤيدين لبشار الأسد، وقد اعترضت صدور عدد من قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الصراع، الأمر الذي أدّى إلى إحباط واشنطن الداعمة للمعارضة السورية، في الوقت نفسه ساعدت موسكو الأسد من خلال إمداده بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي يستخدمها لقمع التمرد المعارض لحكمه.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه رغم توصل البلدين إلى اتفاق حول بعض المسائل، كان أبرزها دعمهما لقرار الأمم المتحدة الخاص بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، إلا أنّ المفاوضات بين نظام الأسد والمعارضة قد انهارت منذ مؤتمر جنيف الذي عقد في فبراير الماضي، وجاءت استقالة مبعوث السلام الأممي الأخضر الإبراهيمي لتؤكد فشل المسار السياسي، وقالت إنّ بعض المحللين يعتقدون أنّ الخلاف الروسي الأميركي حول أوكرانيا يمكن أن يشجّع واشنطن على تجاهل تهديد الفيتو الروسي في مجلس الأمن واعتماد نهج أحادي الجانب بشأن سورية.