صحيح ان الوضع في منطقة الشرق الاوسط معقد ولكن اعقدها واشبكها في سورية ففي بداية الاحداث ,أظهر النظام براعته في اللعب بتحويل البلد الى حرب اهلية طائفية لضرب مكونات المجتمع ببعضها البعض عبر اعتماده الحل العسكري ,وتحويل سورية الى بلد اشباح من خلال التدمير الممنهج للمدن والبلدات في كل حدب وصوب ,وعلى كافة المستويات ,وفي كافة المسارات, ناهيك عن القتل والتشريد والتهجير ,فلم يبقى من اجرام إلا وارتكبه متجاوزاً بذلك جميع خطوط الحمر ,من الإبادات الجماعية والراميل المتفجرة واستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ,وما زال يبذل كل طاقاته ومجهوداته بكل ما لديه من الاوراق القديمة العتيقة والحديثة الملوثة والملطخة بالدماء ,والمجردة من كل القيم والاخلاق والانسانية لشراء الوقت في مشروعه التدميري على شعبه الأعزل والاستمرار في استفحال الأزمة التي استحدثه كي يضمن بقائه لفترة اطول في الحكم وبما ان هكذا أوضاع تسير لصالحه , يريد ان يعمقها اكثر حتى يفرض على الجميع .
وإدراكاً منه بأن المنطقة الكوردية باتت الى حد ما خارج عن سيطرته مع احداث كوباني ودخول القوات الكوردية في الحرب على الارهاب ضد اعنف واشرس تنظيم دموي ارهابي معجرف في العصر الحديث وكونها اصبح جزءاً من القوات الدولية على الارض تتلقى المساعدة الجوية لطائرات التحالف الدولي واشتهارها واعجاب العالم ببسالتها ,كان صعباً على الاسد وأزلامه, ما دفعه الى انه ونظامه قد قدم الدعم العسكري للكورد في سوريا ,بعد تحرير اغلب القرى المجاورة والأرياف المحيطة بمدينة كوباني بجهاتها الثلاث وامتداد نار الحرب الى مناطق في الجزيرة منها تل تمر وتل براك وتل حميس ,نقاط ومراكز تجمع عناصر داعش ,تعويضاً عن خسارته الفادح وكسر شوكته, لأنتشار الفوضى والذعر في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكوردية ,كما سبق له ان كرر مراراً بأن الكورد لا يشكلون اغلبية حتى في مناطق تواجدهم الكثيف { محافظة الحسكة } فيبلغ تعدادهم ستة وثلاثون بالمئة من اجمالي السكان المقيمين فيها ,حسب زعمه .
حيث يريد ان يغطي بتصريحه هذا بأن اغلب أمراء داعش هم ضباط في المخابرات السورية والبعث العفلقي الصدامي المقيت ,وفي الوقت نفسه رسالة للولايات المتحدة الأمريكية وحسها على التخلي عن دعمها ومساعدتها لقوات الحماية الشعبية ,تزامناً مع تصريح الناطق باسم الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة ,خريج مدرسة القومجي محمد طلب هلال ,مدرسة البعث العروبي العنصري الشوفيني الذي لا يعترف بالغير ومشروعية حقه في العيش بسلام على ارضه التاريخية في منطقة جغرافية محددة منذ قرون .
لا اعتقد ان هذين التصريحين من باب الصدفة ,الكل يعلم بأن بشار الاسد يقود حزب البعث خلفاً لأبيه حافظ الأسد كرئيس لسوريا فله غايات واهداف من وراء اتهامه الكورد بأنهم كانوا يتلقون منه السلاح للمضي دون تحقيقهم لطموحاتهم القومية وعدالة قضيتهم بعد ان حققوا بعض مكاسب على الارض ,ولكن سالم المسلط كيف يسلط اضواءه السوداوية المشينة والمظلمة على اطهر شعب واعرقهم في المنطقة ,وهويعلم علم اليقين كيف قسمت كوردستان الى اجزاء ولحق كل جزء بدولة مجاورة ومنها سوريا ,ومن قسمها ,وسبب التقسيم ,ومن الذي سلطه ,وكيف ينبح بحقده هكذا علناً وهو قيادي في الإئتلاف ,هل جاء تصريحه بعلم الإئتلاف ,وهو في الحقيقة ناطق باسم الإئتلاف ,فإن لم يكن للإئتلاف دخل بهكذا موضوع والقصة المحبوكة فلينكره .
ولكن هذين التصريحين المفبركين من الأسد والمسلط وفي وقت واحد ضد وحدات حماية الشعب بتدمير المنازل وحرقهم في تل حميس وتلقيها السلاح من النظام ,وأن الجزيرة عربية سورية ,ليستا سوى الاستجابة الدقيقة للواقع والحالة السورية المتشابكة والمستفحلة والتلازم والتعاون ,والعلاقة الخفية والمستورة بين النظام والأئتلاف ,إن بقي الأخير ساكتاً دون أي رد أو تعليق على تصريح قيادي منخرط في صفوفه ,وينطق باسمه ,فبذلك يكون ناطقه والأسد وجهان لعملة واحدة وشركاء في المؤامرات التي تحاك ضد الكورد والقضية الكوردية في سورية بجهود تركية ايرانية .
المانيا