صبري حاجي: مهلا ايها السلطان

Share Button

لم يستطع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان يكتم ما في صدره وقلبه ولو ليوم واحد بعد اعلان تحرير مدينة كوباني على يد القوات الكوردية المشتركة وبمساعدة جوية لطائرات 179- صبري حاجيالتحالف الدولي بعد اشهر من القتال الدامي والمستمر ضد اشرس منظمة ارهابية في العصر الحديث واكثرها فتكا ودمارا بفكره الهمجي العنصري المقيت,وبسبب هذه الحرب الملعونة لاذ مئات الألاف من الاهالي الفرار باتجاه الحدود التركية, اصطدموا في بادئ الامر بمنع قوات حرس الحدود لهم من العبور الى داخل اراضيها نازحين شأنهم شأن غيرهم من السوريين الفارين من مناطق متفرقة الذين يرزحون هم الأخر تحت وطأة براميل النظام المتفجرة ,الحقيقة ان تركيا تتحسس فقط عندما تشاهد او تسمع بان هناك بادرة خير للكورد اينما كان سيما على حدودها وبمسافة مئات الكيلومترات فبالنسبة لها ناقوس خطر لا بد من التحرك وفعل شيء ما للقضاء عليها وقتلها في مهدها تارة بحجة حماية أمنها القومي وأمن مواطنيها وتارة اخرى بحجة حماية مصالحها  الاستراتيجية الأنية والمستقبلية .

حيث ان قادة تركيا باتت تتخبط بمواقفها وتصريحاتها المتناقضة والغير متجانسة لعدم قرائتها الدقيقة للواقع باحداثها المتجددة وخرائط الجيوبوليتيكية المعدة سلفا للشرق الاوسط لرفع الغبن واعادة الامور الى حالتها الطبيعية  بتصحيح اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة التي وجدت في الاساس لاحياء قوى وموت اخرى بل وابادتهم جماعيا في موطئ قدمهم لغايات ومصالح واجندات ورؤى وافكار وفلسفة لمراكز القرار الدولي لتلك الحقبة, فيقول رئيس الحكومة التركية السيد احمد داوود اوغلو امام حشد كبير من الجمهور في مدينة دياربكر بانه يريد التحدث بلغته الكورية الجميلة داعيا الى الاخوة الابدية بين الكورد والترك قائلا سنسير معا وجنبا الى جنب وبأكتاف مترابطة ومتوازية في شوارع أمد والمنطقة والعالم وفي كل مكان .

 ويظهر السلطان المعظم اردوغان ليجدد استيائه من الاهتمام الدولي بمدينة كوباني واصفا بالبقعة الصغيرة والغيرمهمة يتأهب العالم لحمايتها دون ان يفعل شيئا لبسط الامن في تركيا كما يثير في تصريحاته البالية العتيقة التي ادلى بها حول معارضة انقرة تأسيس منطقة كوردية في شمال سورية على غرار اقليم كوردستان العراق اشعال فتنة تركية كوردية في الوقت الذي يدعوا فيه الى حل القضية الكوردية في بلاده بالطرق السلمية عبر مفاوضات غير مباشرة بين حكومته وزعيم حزب العمال الكوردستاني السيد عبدالله اوجلان المسجون لديها ,فكيف يفاوض حزبا يعتبر في نظره و حكومته من المنظمات الارهابية ويسعى لحل المسألة الكوردية معه  .

وفي الوقت نفسه يعارض حصول ابناء جلدتهم من الكورد في دولة اخرى مجاورة لها على الاستقلال الذاتي ويعطي لنفسه وبلاده الحق في التدخل في شؤون الأخرين ويفرض عليهم املاءات دون وجه حق فالذي يتدخل في شؤون الغير لم يتردد الغير في التدخل في شؤونه ,لايعلم احد ان منظمة ارهابية مثل داعش اليوم في كوباني وشنكال وكركوك ربما يكون غدا في تركيا او السعودية او حتى قطر وايران .

صحيح انها منظمة واحدة لكنها تمتلك اجنحة ومحركات متعددة واجهزة رادار قوية تتم مراقبتها والتحكم بها عن بعد واختراقها بالاقمار الصناعية الدقيقة الموجودة في السماء ,فقد سبق له ولبلاده ان رفضا فكرة اقامة ملاذ أمن لكورد العراق ووقفوا ضد صدور اي قرار من مجلس الأمن بخصوص ذلك مثل القرار رقم 688 القاضي بحمايتهم وتقديم المعونة الاغاثية والمساعدات الانسانية لهم وحظر الطيران فوق خط العرض 36 وبعد عناد طويل وتدخل سافر لطيرانه وجنوده وبشكل مستمر وايران من الجهة الشرقية وصمود الاقليم بشعبه العظيم وقيادته الحكيمة واستمرار مساعدة الاصدقاء لهم اضطر مرغما الى الرضوخ لأمر الواقع ولم يتوقف عند هذا الحد بل اطلق يد الشركات التركية العملاقة في اعمار ما هدمه البعث العفلقي الصدامي بكل ما يملك من الطاقة والجبروت بما في ذلك الاسلحة العنقودية والكيميائية المحرمة دوليا وكذلك ابرام عقود شراء النفط من الاقليم .

اضافة الى التعاون العسكري ومد قوات البيشمركة ببعض انواع من الاسلحة وتدريبهم لذا نتمنى من الحكومة التركية احترام خصوصية بلدنا لان مواطنينا هم الوحيدون الذين يستطيعون اقرار مصيرهم وماذا يريدون وليس من حق اي بلد خارج الحدود فرض اي نوع من الاملاءات والشروط وتحديد نظام خاص للكورد في سورية وان تركيا مكانها في التحالف الدولي كعضوة في حلف النيتو وليست خارجه ,صحيح انها لا تستطيع ان تبقى متفرجة على ما يجري حولها وفي المنطقة لكنها هي الاخرى ليست في مأمن من اختراق التنظيم لها في اي وقت او اي لحظة لتفجير الوضع على اراضيها من الداخل فالأفضل لها ان تراجع حساباتها قبل فوات الأوان خاصة والداعية الاسلامي فتح الله غولن يراقب الوضع عن كثب والعمال الكوردستاني ينتظر وايران تهنأ اهالي كوباني بالتحرير وتقول ان بعض الدول في المنطقة تغير نهجها ببطء شديد فعليها ان تأخذ الدرس وان تسود الواقعية على سياساتها وان تضع بعين الاعتبار مصالح كل شعوب المنطقة لا مصالحها الخاصة فقط .

  ان تحرير كوباني بقدر ما هو  انتصار رمزي على الصعيد العسكري فهو انتصار سياسي كبير وهام ايضا في تاريخ الكورد المعاصر على اقوى فكر ظلامي مميت خاصة في مرحلة استنفار عالمي لمحاربته والتخلص من شره ونهجه وعقيدته الخبيثة والخطيرة على البشرية جمعاء ,فكلي ثقة بان السيد اردوغان  كما سبق له ان اعلن مرارا وتكرارا بان كوباني ستسقط لا محالة ورأى بأم عينه لاحقا كيف حققت الانتصار العظيم فانه سيمانع ويرفض ويحارب بكل ما يملك من الحنكة والدبلوماسية والاوراق لمنع اقامة منطقة او اقليم خاص للكورد في سورية ولكن في النهاية سيرضخ ويستسلم لأمر الواقع فقط ان الزمن والانتظار وطول البال يكفل ذلك فمهلا ايها السلطان وان غدا لناظره لقريب .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...