بعد سقوط الطاغية ومولع حربي الخليج في العراق صدام حسين التكريتي,وبمشاركة قوية وفعالة من قوات البيشمركة الكردية جنبا الى جنب وبشكل مباشر مع قوات برية للتحالف الدولي انذاك بقيادة امريكا بالزحف نحو بغداد.امتزج دماء الفدائيين الكرد مع دماء الامريكان في خندق واحد,ولهدف واحد ومصلحة مشتركة .حينها تولى بول بريمر راس السلطة سياسيا وعسكريا كمفوض سامي امريكي لفترة مؤقتة وغير مستقرة. حينها صرح مرارا وتكرارا بانه يسعى الى الحفاظ على وحدة العراق الديمقراطي التعددي يكون فيها للاكراد خصوصية,وبعد ذلك وضع دستورا مؤقتا للبلاد من اربعة عشر بندا .ضمنها المادة مئة واربعين الخاص بكركوك والمناطق المستقطعة من كردستان.كاللبنة الاولى لبناء عراق مختلف تماما عما كان عليه في السابق.
فقد خرجت من بطن الخصوصية ما يسمى الان باقليم كردستان العراق الشامخ المزدهر المتفتح اقليميا ودوليا.فبنت سياستها واستراتيجيتها على اعمدة من الفولاذ.حتى اضحى اقوى حليف استراتيجي لامريكا والغرب في بقعة كانت منسية غمرها الفيضانات الناتجة عن الامطار الغزيرة,ودمرها الاعاصير القوية والغادرة من الجهات الاربعة .اليوم اصبحت حديقة زاهية الالوان جميلة بورودها الفسيفسائية الرائعة .تفوح منها رائحةالعطر والعنبر والياسمين.فاستطاعت ان تبني مؤسسات اقتصادية وادارية قوية وشركات اعمار عملاقة وتطوير قوات البيشمركة وتوسيعها بما تقتضي ومتطلبات العصر الحديث .بغية الدفاع عن كردستان شبر شبر ,وتوعيةالشعب وتهيئته ليصبح كامل اراضي جنوب كردستان المقدسة حصنا منيعا قادرا على صد اي هجوم انتحاري مباغت,وحماية امن الوطن والمواطن معا.
نعم هذه هي هولير التي واست ونعت بمئات الالاف من خيرة شاباتها وشبابها منذ مئات السنين حتى وصلت الى ما هي عليه الان.لهذا فانها لا تستطيع وبكل ما تملك من الحنية تجاه شقيقاتها الثلاث.ان تنسى اختها الصغيرة على نفس القدر ونفس الوجع والالم وتركها لمصيرها المجهول كوباني .
المدينة الكردية الصغيرة التي تقع في اقصى شمال سورية على الحدود التركية.التي تحاصرها اقوى واشرس تنظيم ارهابي في العالم والشرق الاوسط من الجهات الثلاث الشرقية والجنوبية والغربية وقطع امدادات العيش والحياة عنها من قبل الطورانيين والعثمانيين الجدد من الجهة الشمالية.املا في تدميرها وسقوطها حتى تتسنى لها السيطرة على المناطق الكردية في سورية لتوسيع نفوذها وهيمنتها كدولة قوية في المنطقة لديها اصدقاء في حلف النيتو يساندونها.
ناسيا بان الزمن قد تغير وانها تزمر وتطبل على الالات الموسيقية القديمة وكانها استيقظت للتو مع اهل الكهف بعد عقدين ونصف من الزمن فلا تعلم بمتغيرات وتداعيات جديدة الحاصلة على الساحتين الاقليمية والدولية .فاصبح اصدقائها المعتمدين انفسهم اليوم اصدقاء الكرد الحميمين.حقا وكما يقال المثل الشعبي بان الزمن دوار.فقد ولى زمن العنتريات والعنجهيات. زمن كان بامكانها منع رفع العلم الكردي الزاهي بالوانه حتى لو رفع في افريقيا او امريكا اللاتينية وكندا,
ووضع احزب ومنظمات كردية على القائمة السوداء العالمية ,وقبض زعمائها بحجة الارهاب كما حصل مع حزب العمال الكردستاني وزعيمه السيد عبدالله اوجلان, والان تحاول ان تفعل الشيء نفسه مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا بحجة انه جناح سوري للحزب المزكور انفا ,ولكن دون جدوى.فان لقوة كامريكا لا تدعها تلعب حتى الرمق الاخير فتهدد امنها القومي ومصالحها الحيوية ,وسياساتها الاستراتيجية المرسومة والموقعة مع كورد العراق,وهنا وفي اشارة منها ظهرت المخفي والمستور البيشمركة ودخلت عبر اقليم كردستان تركيا وامام اعين السلطان اردوغان والباشا اوغلوا الى مدينة كوباني .
المدينة التي قاومت وصمدت وقدمت الكثير من خيرة مقاتليها من الفتيات والفتيان ,وبدمائهم الذكية وثباتهم عظمت واشتهرت حتى تضامنت معها اكبر العواصم العالمية واكثرها قوة وعظمة و نفوذا في الغرب المسيحي .على عكس الشرق الاسلامي المتفتت.بالتعاون والتنسيق مع اقليم كردستان العراق .
كي تسير كورد سوريا من قامشلو الى عفرين وجبل الاكراد على خطى كورد العراق وان تتبنى الحركة السياسية الكردية في غرب كردستان السياسة ذاتها وبغرفة عمليات مشتركة في مدينة العز والشموخ وقلعة الشرق هولير الحبيبة ,
وستستمر هجمات التحالف على الدواعش في كوباني لمدة من الزمن الى ان تتيقن ساسة الكرد بانه لا مفر من الوحد ة
و يصار الى تطبيق بنود اتفاقية دهوك كما هو مخطط لها ويجب ان يكون.حينئذ تنتصر كوباني ,وستصبح مدخلا الى غرب كردستان مرتبط باقليم جنوب كردستان استراتيجيا,ومنها تبدأ اولى خطوات الدبلوماسية الى العالم. ممدين لهم بالرحب والسعى يد الصداقة وتبداء عملية البناء والازدهار تسبقها انتخابات حرة ونزيهة لتشكيل برلمان وحكومة تمثل شعب غرب كردستان تمهيدا لقيام دولة كردية مستقبلية تضم الاقليمين الغربي والجنوبي لكردستان .
يبدوا ان الرسالة الامريكية لاصحاب الشأن عشاق الكراسي والعظمة الذين جمعتهم دهوك على الكباب الشرقي والبيتزا الغربي كانت قوية وناجعة .
ماجديبورج .المانيا .16.12.2014