صبري حاجي: باريس قطرة من غيث شنكال وكوباني

Share Button

الارهاب فكر ممنهج ومدروس وجد بالاساس لضرب العقول الحية والادمغة النيرة ,لا حدود له ,وهو اهم عامل معيق لتطور المجتمع وتحديثه وبنائه بما يتناسب والواقع على اسس سليمة 179- صبري حاجيوصلبة البنيان ,لتحقيق مأرب مؤسسيها ومنظميها بأدي المريدين والأعضاء الذين تدربوا خصيصا لوصول محركه الى الاهداف والغايات التي وجد التنظيم من اجلها ولو على حساب قتل الناس وتدميرهم وابادتهم جماعيا ,والحد من الحريات العامة وكم الافواه واسكات صوت الحق واغلاق الباب أمام حرية الرأي والتعبير واجبار الناس ان لا يعيشوا الزمن الذي هم فيه وارجاعهم الى العصور الجاهلية من خلال بث روح الخوف والترعيب باساليب مختلفة مترافقا بهدم المراقد والاماكن المقدسة والاثرية القديمة التي تعود تاريخها لمئات السنين وتعطي الحياة رونقا وطعما أخر .

اذا العالم اليوم بات على ابواب الانتحار والانفجار والبداية لصحيفة شارلي هيبدو الاسبوعية الساخرة في وسط مدينة باريس وعلى الملأ وامام انظار المارين واعينهم من قبل ثلاثة اشخاص محترفين ومتطرفين دينيا ومذهبيا تحت يافطة الانتقام للرسول كونها سبقت لها ونشرت صورا كاريكاتيريا في اعتقادهم مسئ لصاحب الرسالة الاسلامية ,راحت ضحيتها اثنا عشر شخصا بينهم اربعة صفيين بارزين .

ما الفرق بين الذين قتلوا الأزيديين في شنكال وخطفوا اولادهم واغتصبوا نسائهم وسبيهن وبيعهن في سوق النحاسين بمدينة الموصل ,والذين قتلوا الأبرياء العزل في بلدة رأس العين وتل كوجر وجل أغا وتربة سبي وديريك وقامشلو  والذين دمروا كوباني وهجروا اهلها مرغمين وهدموا المباني والينابيع ولوثوا مياهها ,والذين قتلوا اهالي كركوك وجلولاء وطوزخورماتو ,اذا مصدر الجريمة وفاعلها واحد مع اختلاف الاماكن ,هم طبعا من المسلمين المتطرفين ,فالعنف في ازدياد مستمر ربما نرى المزيد في الايام القادمة .

الحق ليس على هؤلاء المجرمين والارهابيين بل على الذين يجمعهم من كل صوب وحدب ويمولهم ويحرضهم ويدفعهم الى ان يهلك غيرهم ,فهؤلاء مشروعهم واضح للعيان ,اما المدافع عنهم والذين يساعدهم في الخفاء وما وراء الكواليس بكل ما يملكون من الجبروت والقوة يهدفون من ورائها تضليل افعالهم والتشويش عليها واعطائها الحجج والمبررات ,ان لم يندثر الغيم منطقتنا وتحديدا في جنوب وغرب كوردستان سوف يعم وشاحه على العالم والبداية كما قلت من باريس بنفس الغيث مصحوبة بعواصف رعدية حارة ,فالتنظيم الداعشي بدأ يكبر ويتضخم حتى اصبح قوة لا يستهان بها ومصدر قلق لأمن المنطقة وشعوبها وتهدد استقرار العالم ,وهو التنظيم الوحيد في هذا العصر بعناصر الجديدة اضافة الى بقايا تنظيم القاعدة في افغانستان التي ارتكبت احداث 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الامريكية التي يجمع عليها وضدها 40 من كبريات دول العالم ,فأفة التطرف هذه بدأت بالانتشار ودقت الاجراس .

فهذه العملية على ما يبدو تحمل في طياتها رسائل ودلالات واهداف متعددة ,قبل فترة نشرت الصحيفة مقالا عن الكورد والمقاومة الكوردية وانتصاراتها في كل من سورية والعراق بجبهاتها المتعددة والمتشعبة فهي اولا.تنبيه لحكومة فرنسا التي تدعم التحالف ,وثانيا. للصحفيين والصحافة كي يسكتوا ويسحبوا اضاءاتهم وكتاباتهم واحاديثهم التي تغطي الحرب الدائرة بين الكورد وتنظيم داعش خاصة انها جاءت بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير الى مقاطعة الجزيرة في سورية , تفسر على انها رسالة لفرنسا مفادها الابتعاد عن التقارب بينها وبين الكورد ,باعتبار الحكومة التركية تربط بالتنظيم الارهابي علاقة وطيدة ومتبادلة تجني ثمارها الطرفين ,لان تركيا غايتها الوحيدة منع الكورد من تحقيق اي نوع من الاستقلال الذاتي ,بسابق تجارب .

 .ماجديبورج .المانيا .9.1.2015

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...