صبري حاجي: الاطفال الايزيديين ومأساة الاختطاف

Share Button

بعد اجتياح تنظيم داعش الارهابي في الثالث من أب أوغسطس الماضي لقضاء شنكال والمناطق المحيطة بها وانضمام اكثر من مائتي الف من العرب السنة المتواجدين في المناطق 179- صبري حاجيالمستقطعة من كردستان المعروف بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل الى صفوفهم بينوا ما في قلوبهم وما اختبأوها طوال سنين مضت تحت عبائتهم العتيقة اصلا وبسرعة البرق فخانوا العشرة والجيرة والعيش المشترك والعلاقات الاجتماعية الوطيدة التي تربطهم بجميع الامور ومناحي الحياة الاقتصادية والخدمية والثقافية ومن ضمنها الاحزان والافراح .

وعلى غفلة ودون توقعات اظهروا حقدهم الدفين وغدرهم المقيت تجاه اناس ابرياء وعزل أمد لهم يد العون والمساعدة على مر التاريخ بقلوب بيضاء صافية كونهم اصلاء ,والاصل لا يشتري بمال الدنيا وثرواتها ,انما يورث من الأباء والاجداد ,وهو بحد ذاته عبارة عن خليط فكر وفلسفة وثقافة وعقيدة محفوظة ومكرسة عبر الاجيال على اختلاف الاوضاع والوقائع والظروف التي يمر به كل جيل .

 اضيف مأساة جديدة أخرى الى المأسي الجمة والهائلة التي لحقت بالايزيديين من القتل العشوائي والاعدامات والابادات  الجماعية وانتهاك الحرمات والمساس بشرف النساء وسبيهن وبيعهن في سوق النحاسين بمدينة الموصل وتشريد وتهجير مئات الألاف منهم وافراغ شنكال من سكانها والتهديد الحقيقي للعنصر الايزيدي ألا وهي اختطاف اكثر من الفي طفل من القاصرين الذين لم يبلغوا بعد السن القانوني فأغلبهم دون سن الخامسة عشر بالاضافة الى ألاف النسوة بمختلف الاعمار .

ومنذ ذلك الحين يحاول التنظيم الاسلامي الهمجي الدموي المشين التلاعب بعقولهم والسيطرة على افكارهم من خلال بث روح التطرف والتشدد بداخلهم وذهنهم بوحشيتهم ووطأتهم وحماقتهم وسطوتهم وتربيتهم وتعلمهم على كيفية معاداتهم تجاه ابناء جلدتهم من نفس الديانة مستقبلا واقناعهم بفكرة تكفير دينهم ومن هم عليه وقتلهم دون رحمة ولا شفقة ولا من يحزنون بطرق واساليب مختلفة تارة بالضغط والاكراه وتارة اخرى باغرائهم واستغلال صغر سنهم وعدم نضوجهم وعدم الاكتمال الذهني والعقلي والجسدي لديهم وتهيئتهم بما يتناسب وواقع التنظيم بكل ما يحمله من الوساخة والوقاحة والحقد المفرط تجاه هذه الطائفة النبيلة المسالمة من الكورد .

حتى ينشأ منهم جيلا شرسا مجرما وقويا يحارب ابناء عقيدتهم بالضلالة والكفر في الزمن القادم والاوقات اللاحقة ويشاهدونهم يوميا افظع الجرائم والانتهاكات واقبح الصور الحية وابشعها بالفيديو اضافة الى حز الرؤوس لترسخ لديهم افكارا داعمة لافكارهم والقائمة على التطرف الديني والمذهبي والاخلاقي والقيم النبيلة بكل المقاييس وبعكس التيار .

 كي يصبحوا من اجندتهم ومشروعهم التدميري القائم على الغزو والسلب والنهب والعنف والخداع كما فعل اجدادهم في غزواتهم على النصارى براية الاسلام ولقتل كافة الصفات الحسنة والنية الصادقة لديهم وضرب صلة الرحم والقربى والجيرة عرض الحائط علاوة الى تعرضهم يوميا الى انتهاكات جسدية وفكرية غير مسبوقة وبشكل ممنهج ومدروس وغير طبيعي خاصة والعالم في القرن الحادي والعشرين .

في الوقت الذي اشجب وادين عملية اختطاف هؤلاء الابرياء من الاطفال والنسوة الايزيديين الكرد واحتجازهم من قبل العملاء والجرادين الدواعش الذين اوجدتهم اجندات اقليمية واستراتيجيات عالمية في المناطق الكردية بجنوب وغرب كردستان بدءا من جلولاء وطوز خورماتو وكركوك وشنكال المنكوبة الى كوباني  .

اناشد جميع القوى والاحزاب الكردية والكردستانية والمنظمات العالمية المدافعة عن الحريات العامة وحقوق الانسان ودول اصحاب القوة والنفوذ بذل كل ما بوسعهم للبحث عنهم والتحقق من مصيرهم وملابسات اختفائهم واطلاق سراحهم بالمبادلة او الفدية او بدونهما وتسليمهم الى اهلهم واسرهم وذويهم ووووووووووو,و

ماجديبورج.المانيا.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...