صبري حاجي: اتفاقية دهوك تداعيات و تحديات

Share Button

يخطئ من يعتقد وبمجرد توقيع اتفاقية دهوك بين المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي ان الامور في المناطق الكوردية في سورية ستسير نحو الافضل وعلى خير ما يرام 10711195_694785000604867_1637587313_n.فلم يعد يبقى هناك اي هاجس للخوف والترعيب والترهيب والقتل والتهجير,وسيتم السيطرة على جميع الاخطار والتهديدات التي تواجه مستقبل القضية الكوردية ,وان الكورد سيحققون المزيد من المكاسب والانجازات على الارض خلال فترة وجيزة ,ولا تضحيات بعد ذلك .
وان المحتلين والغاصبين لاجزاء كوردستان سيصبحون اصدقاء لهم يشاركهم الامهم واوجاعهم ويحسن معهم علاقات حسن الجوار المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية ,وسيفرش لهم الورود في الطريق للوصول الى حياة افضل واكثر امنا وطماءنينة.انما بداية لمعركة مع القوى الاقليمية المتصارعة والفاعلة في المنطقة ومنها تركيا ايران السعودية قطر وغيرها من الاحزاب والحركات العربية المتطرفة قوميا ودينيا.في محاولة منهم للسيطرة على المناطق السنية في كل من سوريا والعراق للقضاء على الفوضى الغير مسبوق لها على حدودها ,ومنع وصول هذا الوباء الى داخل اراضيهم ,وانحسار فيضان الربيع اليهم ,
وكذلك منع قيام دولة كوردية بجوارهم والتي يعتبرونها عامل عدم الاستقرار لهم بالتزامن مع دعم التحالف الدولي بقيادة الويلايات المتحدة الامريكية للقوات الكوردية في جنوب وغرب كوردستان بمختلف اطيافها ,ومدهم بالاعتدة والسلاح وانزالها جوا من على متن الطائرات الحربية التي تشن غارات جوية يومية على تنظيم داعش الارهابي لوحدات حماية الشعب والتنسيق مع قوات البيشمركةفي اقليم كوردستان العراق لدخول كوباني عبر الحدود التركية برغم معارضة كل من النظامين السوري والايراني واعتبارهما قوات اجنبية وانتقادات لاذعة لتركيا للسماح بدخول تلك القوة من البيشمركة وبالاسلحة الثقيلة عبر اراضيها لمدينة كوباني لاسناد قوات كوردية ,
واستكمال تطبيق بنود الاتفاقية على ارض الواقع ولا يخفى على احد بان تنظيم داعش قد حشد وبدعم المادي واللوجستي من قبل القوى الانفة الذكر قواته بشكل كثيف واعداد هائلة وباسلحة ثقيلة على امتداد المناطق الكوردستانية بدءا من جلولاء وطوزخورماتو وكركوك مرورا بشنكال الجريحة المعزولة الى كوباني الباسلة فهذا ان دل على شيئ فانما يدل على مقدمة لتناحر كردي مع هذه القوى ,ووضع المناطق الكردية بهذا الامتداد الجغرافي الطويل امام خطر دائم والخوف في ان واحد ,وذلك لضرب اتفاقية دهوك بكل السبل ووادها في رحم امها ,وتقسيم الكرد مجددا ودفعهم الى سياسة المحاور ليبقو جنودا لهذا وذاك لاملاء سياساتهم واجنداتهم على الحركة السياسية الكردية في سورية في هذه الظروف الاستثنائية لفك ارتباطهم ببعضهم البعض لطمس قضيتهم .حتى لا يتمكنو من استغلال هذه الفرصة التاريخية لهم ,وابعادهم من الانضمام للتحالف الدولي.
لذا فان التحديات التي تواجه الوجود السياسي الكردي على المستوى الوطني يبقى غامضا في ظل عدم اعتراف طرفي الصراع في سوريا بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي .حيث لا يزال النظام يتعامل مع المكون الكردي وفق ما يمليه عليه مصالحه المرحلية.فبقي ساكنا حيال المذابح التي ترتكب بحق اهالي كوباني على يد داعش,وكذلك الائتلاف السوري المعارض بسياساته القومية والعروبية وتنصله من الوثائق التي صادق عليها مع المجلس الوطني الكردي الشريك الاساسي له, وبالرغم من الغموض التي تحيط بالاتفاقية والتساؤلات التي تثير حولها تبقى ضرورية ومهمة وخطوة اولى نحو تشكيل مرجعية سياسية كردية .تبقى بيدها كافة القرارات المصيرية منها اعلان الحرب والهدنة والصلح والتجنيد الاجباري والضرائب وغيرها,وكذلك توحيد الادارات والكانتونات الثلاث او ما يسمى بالاداراة الذاتية الديمقراتية او الامة الديمقراتية ,وتطويرها وتوسيعها بما ينسجم مع الواقع السياسي والجغرافي للكورد في مناطقهم التاريخية وتكريدها,
واضفاءها بالطابع القومي وتسميتها ب اقليم كردستان سوريا او اقليم غرب كردستان ,وهي بتسميتها الحالية لا تعبر بشكل من الاشكال عن الواقع الحقيقي للقضية الكردية التي عرفت عبر العقود الطويلة كقضية ارض وشعب ,ومن ثم بناء قوة عسكرية او توسيع قوة وحدات حماية الشعب الكردي التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بما يمكن مشاركة جميع الاطراف فيها وبالذات المجلسين الكرديين باسم قوة غرب كردستان او جيش غرب كردستان او اية تسمية اخرى تمثل الارادة الكردية الفعلية المتمثلة بالاستقلال الذاتي ,وبهذه الخطوات تكون القوة السياسية الكردية قد اخذت مكانتها الطبيعية في الحراك السياسي الدولي والاقليمي
.فقد ثبت للجميع بان الشراكة الحقيقية وتقبل الاخر في غاية الضرورة في ظل الاوضاع الماساوية التي تمر بها غرب كردستان وعلى وجه الخصوص مدينة كوباني ,وان نجاح الاتفاقية تتطلب من كلا الطرفين النية الصادقة ووضع مصلحة الشعب فوق المصالح الحزبية والتنازلات الجريئة بما يخدم الامن القومي الكردي ومصالحه العليا ,والابتعاد كليا عن سياسة المحاور والاجندات الاقليمية المعادية للامة الكردية ,
وفي هذا السياق يتطلب من المثقفين والكتاب والاعلاميين الكرد ان يقفوا معا في صف واحد باقلامهم وتوجيهاتهم وارشاداتهم كما تقف البيشمركة سندا قويا ومحكما لقوات وحدات حماية الشعب في خندق واحد لمحاربة عدوهم المشترك واكبر تنظيم ارهابي في الشرق الاوسط والعالم في مدينة كوباني,
وان لا ينحازوا لطرف سياسي معين ضد طرف اخر .لان غاية الجميع ايصال السفينة الى بر الامان ربما بطرق واساليب مختلفة باختلاف الرؤى .بعيدا عن المفاهيم والافكار الفلسفية والخيالية التي تدون في الكتب ,وقد عفى عليها الزمن. كالفكر الماركسي ,والفكرالوحدوي الشمولي, وحكم الفرد الواحد ,والحزب الواحد ,وتعظيم القائد وعبادته. فكل ذلك بات وبالا على اصحابها ومطبقيها.
.فكلنا نرى ما يحصل اليوم للرؤساء المستبدين في دول ما يسمى بالربيع العربي فانهم يبحثون عن مكان امن لهم تحت الارض وفي المرافق العامة ولكن دون جدوى فيخرجون منها كالفئران ويذبحون كما تذبح الشاة .لذا علينا جميعا ان نغير افكارنا وسياساتنا بما ينسجم والزمن الذي نحن فيه والواقع الذي نعيشه بتداعياته الجديدة .لان السياسة فن الممكن..

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...