كوباني بلدة سورية صغيرة شقية وثالث اكبر مدينة كوردية تقع في اقصى شمال سوريا على الحدود التركية تحارب ومنذ اكثر من اربعة اشهر اكبر واشرس منظمة ارهابية تكفيرية في الشرق الاوسط والعالم لهذا نالت اعجاب العالم الحر المتمدن بصمود اهلها وعزيمتهم واصرارهم في الدفاع عنها جنبا الى جنب مع قوات وحدات حماية الشعب والمرأة ومساندة ابناء جلدتهم من بيشمركة الجنوب ,فقد كبرت وعظمت واشتهرت لدرجة باتت جميع الصحف والمجلات ووسائل الاعلام العالمية والاقليمية والمحلية وحتى العربية تتحدث عنها يوميا وفي جميع نشرات الاخبار المقروءة والمسموعة والمرئية خاصة المقاتلات البارعات الاشاوس اللواتي حرمن قتلى المتوحشين من فتح باب الجنة ورؤية الحوريات ,وبعد قتال مرير وشرس بين الدواعش وقواتنا البطلة استطاعت قواتنا وبمساعدة قوات جوية للتحالف الاربعين برئاسة الولايات المتحدة ان تحرر المدينة بشكل كامل بعد ظهر اليوم الاثنين المصادف 26.1.2015 اي قبل الاعلان عنها كانتونا بيوم واحد من قبضة الاسلاميين المتشددين المجرمين مما اضطر المخربون الى الفرار باتجاه القرى الشرقية واضحت المدينة بيد القوات الكوردية وبعض الفصائل المسلحة من المعارضة السورية المتحالفة مع القوات الكوردية ,وفي اول ردود فعل رسمية صرح الناطق الرسمي باسم البنتاغون ستيفن ورين لا استطيع القول ان الاقتتال قد انتهى لكن بوسعنا ان نقول ان القوات الصديقة تتقدم الأن واضاف ان مرحلة تحرير المدينة مستمرة ,
حيث بدأت مرحلة تحرير القرى واحدة تلوة الاخرى بعد ان تكبد السفاحون عشرات القتلى في صفوفهم فهذا التحرير جاء ردا على بعض منظمي مؤتمر لندن للدول التي تحارب تنظيم داعش الارهابي التي تربطهم اجنداتهم ومصالحهم ببعض القوى الاقليمية التي لا تريد للكورد خيرا وتعمل في الوقت نفسه ضد اي مشروع سلام يؤدي الى حل القضية الكوردية بالطرق السلمية والديمقراطية بموجب خارطة الطريق التي تجري الاعداد لها ,وامتنعوا عن توجيه دعوة للكورد لحضور ذلك المنبر العالمي الهام فهذه العمل المشين والجبان صفعة قوية للشعب الكوردي وجيشه المغوار الذي يحارب لوحده وعلى الارض تنظيما من هذا النوع وبهذا الحجم وهزيمته ودحره بكل جبروته في الوقت الذي لا يستطيع فيه العالم مجتمعين مواجهته بكل ما تملك من التكنولوجيا المتطورة والاسلحة الثقيلة من طائرات الشبح والصواريخ الذكية العملاقة,هذا من جهة ومن جهة اخرى لتلطيف الاجواء الكوردستانية المشحونة خاصة بعد استعداد العمال الكوردستاني لاعلان كانتون شنكال وضمه الى كانتوناته الثلاثة في شمال وشرق سورية ,وكذلك رسالة لكل من يفكر في تجاوز خطوط الحمر التي وضعتها امريكا لحماية اقليم كوردستان العراق بمخطط مرسوم سلفا ,سيما وان الاقليم اصبح ملاذا أمنا للأقليات والطوائف الدينية والمذهبية ,ومركزا يحترم فيه حقوق الانسان ومنبرا للديمقراطية من خلال المؤسسات التي بنيت ببنيتها التحتية الرصينة ,وفي الوقت نفسه رسالة للرئس بشار الاسد مفادها ان الكورد هم اصدقاء لنا ردا على ما صرح به مرارا بان الكورد يشكلون نسبة 36 بالمئة من السكان حتى في اكبر مركز تواجد لهم وهي محافظة الحسكة,
فهذا يدل على ان هناك ترتيبات للمرحلة القادمة وان الاجواء تسير نحو تفاهمات جديدة من توطيد روابط العلاقات وتحسنها بين القوى الكوردستانية الفاعلة على الساحة خاصة القطبين المتصارعين العمال والديمقراطي الكوردستانيين وهذا الانتصار هو البداية والخطوة الاولى باتجاه تحرير باقي مناطق كوردستانية خاصة شنكال وكركوك ,حقا انه ليوم تاريخي وعظيم من نضال شعبنا وامتنا ويوم مسر يستحق الاحتفال به وبصمود اهله والفدائيين البواسل بالاهازيج والزغاريد ,نعم لقد انتصر الكورد في معركتهم .معركة الشرف والكبرياء. معركة الوجود واللاوجود.معركة الحرية والكرامة .الأن ترى العالم كيف فعل احفاد الميديين والحوريين .احفاد زردشت وصلاح الدين.بتنظيم الدولة الاسلامية وانحسار رقعة الاراضي التي سيطر عليها بالترهيب والترعيب وحز الرؤوس .يوم يفرح قلب جميع الكورد والكوردستانيين ,وبقدرما هو انتصار لشعب كوردستان انتصار للانسانية والحرمات والقيم النبيلة التي نادت وتنادي بها كافة الشرائع والقوانين الوضعية والتي وجدت جميعها لتنظيم حياة الناس والعلاقات الودية الحميمة والمتبادلة فيما بينهم والقائمة على مبدأ الاخذ والعطاء.انه لمبعث فخر وشعب كوردستان يواجه اكبر واخطر منظمات ارهابية وحشية.ولاجل ذلك تحتفل كوباني وكل شعب غرب كوردستان بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على قلوبنا وقلوب جميع التواقين للحرية مهما طال الانتظار ,وبالتالي فهي تشكر بنفسها وبالنيابة عن باقي المناطق الكوردية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية من الصميم وتفتح ابوابها ليل نهار ترحيبا بهم وبزيارتهم متى شاؤوا .
……….المانيا