ظهرت التبعية السياسية بين الأحزاب الكردية في كردستان سورية بداية الستينات مع دخول بعض المفاهيم والأفكار المتأثرة بمشاعر وعواطف الجماهير على الساحة تلك المفاهيم التي طغت عليها الطابع الشعاراتي واللا واقعية السياسية والبعيدة عن تلاؤمها مع الإمكانات المتوفرة لدى القوى المجتمعية بشكل عام لذلك جاءت تلك المفاهيم خارج سياق ومحتوى البرنامج السياسي للحزب عند تأسيسه ولكن بعض الجهات تلقفت تلك الشعارات هذا إن لم تكن هي التي أسست الأرضية المناسبة لها لان الأجهزة الأمنية لكل الدول المسيطرة على كردستان لم تواجه بل روجت لكل فكر بعيد عن الواقع لادركها بعدم إمكانية تحولها إلى فعل واقع ومنتج خاصة الشعاراتي المفرز للتسابق عليه نظريا والمفرق للجهد النضالي , فهي تحقق لتلك الأجهزة عدة أهداف في آن ودون تكلفة. فقط بعض الترويج عبر وسائلها المتوفرة . وان اعتماد المفاهيم المتماثلة للأطروحات الكردستانية والتي قد تكون ملائمة في جزء ومضرة في آخر تفرض عدة أمور أغلبها تسيء للنضال الوطني والقومي بشكل عام فهي تفرض على أصحابها الذوبان وفقدان الشخصية النضالية وغياب المشروع الذاتي كونه انعكاس ببغائي للمفهوم الكردستاني يتطلب تقديس شخصية نضالية ما .
مما يشكل عبئا على الشخصية ذاتها والمبالغة في التقديس والتبعية لإثبات الولاء من جهة ولإرضاء الجماهير من جهة أخرى, ويفرض هذا الأسلوب التزلف والانتهازية وتشويه الحقائق كونها ارضائية وليست بالضرورة أن تكون حاصلة وإتباع كل السبل حتى الللاوطنية كونها تفقد ومع مرور الوقت كل السياسة التي يتم طرحها في البداية وهذه القوى مجبرة على التلون بكل التلاوين المتغيرة خارج دائرة نضالها وهي في اغتراب دائم كونها تعيش في واقع فكري وآخر ميداني منفصل عنه جغرافيا ومؤكد أنها تفقد قرارها السياسي وتنتظر الاملاءات .لأنها بالأساس لم تولي الاهتمام إلى مسألة ضرورة الاستقلال بالقرار السياسي الذي يفرضه الواقع النضالي الخاص . إن هذه الأطراف اتهمت وما تزال تتهم الطرف الآخر المختلف معه في الطرح بشتى التهم فمثلا تتهمه بالمعاداة للرموز الكردستانية إذا بحثت عن خصوصيتها النضالية المتلائمة لواقعها وتتهجم بكل السبل على أية شخصية تمتلك مؤهلات القيادة ( د. نورالدين ظاظا وغيره ) مدركة بأنها تفقدها ضرورة وجودها إذا امتلكت تلك الشخصية حيزها من الاهتمام . هذا وبعد التجربة النضالية الطويلة والغنية لشعبنا ألا يتوجب البحث عن الأجوبة للتساؤلات المشروعة ومنها : أليس الواقع الجغرافي والبشري والاقتصادي لكل جزء يفرز آليات متناسبة للنضال قد تختلف مع جزء آخر؟ وهل القرار السياسي المستقل وتحمل المسؤولية يتعارض مع القرارات الكردستانية والتي نحملها مسؤولية اتخاذ القرار بدلا عنا ؟أليس من الضروري الربط الدقيق بين البعدين الوطني والقومي بحيث يكمل كل بعد الآخر ويخفف عنه أعباء النضال ويقربه أكثر من النجاح ؟ وهل التبعية العمياء أكثر ايجابية من العلاقات الأخوية القائمة على الندية والاحترام المتبادل لإرادة كل طرف من الأطراف الكردية والكردستانية والتي تفرض أن يكون كل جزء عمق قومي طبيعي للآخر بدل الوصاية وسلب القرار والإرادة وبالتالي الذات ؟؟؟
20/6/2015