شيار عبد الحميد معمو: الطوطم والتابو

Share Button

كالضرورة الملاصقة للصدق والامانة وكذلك لكل معرفة تفهمية يتوجب علينا الاشارة الى ان عنوان مقالنا هذا 12957316_958932817530141_362180268_nمقتبس من كتاب لمؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد المعنون بذات الاسم حيث الطوطم وباختصار مكثف يشير الى الرمز المقدس بينما التابو يدل على المحرم .

المرتكز في اي ايديولوجيا او عقيدة هو مجموعة الافكار والاراء التي تشكل وفق رؤاها جليان الحقيقة التي اوشكت ان تكون تامة بل الحقيقة في كليتها اي انه ثمة ادعاء بامتلاك رؤية شاملة ونظرية متكاملة ومن ثم طرح الايديولوجيا لذاتها كمنظومة متكاملة بوسعها تحقيق التقدم في جميع الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والرياضية و………الخ

بمقدورنا حصر الحامل المباشر لجميع الايديولوجيات في زاويتين الاولى منها في اطار اللاهوت حيث رافعتها الدين والثانية في خانة السياسة حيث الاحزاب المنبثقة من لدنها تشكل صاريتها والاخيرة مؤدلجة بطبيعة المقدمة ولنا في الاحزاب الشيوعية خير مثال كما ان تداخل الاثر بين الركنين السابقين _اللاهوت والسياسة انتج احزاب وقوى سياسية ذات صبغة دينية .

ما نود ايضا الاشارة اليه هو حجر الزاوية او الرائد الاول للايديولوجيا في نشاتها وتطورها الا وهو المقدس والذي كرس نمطا من النظر اليه ك طوطم عصي على النقد بل محفوف بالخطر فيما اذا تم خرق تابوهاته هذا النمط المكرس والعصي على النقد لم يتبلور بمحض الصدفة بل بصورة هادفة حيث دأبت على ترسيخ مفهوم عدم قبول الأخر اذ يدخل نقدها اوتفنيدها في باب المحرمات وينظر الى من يحاول نقدها او الخروج عليها على انه خارج عن الجماعة منتهك لمقدساتها لابد ان يضرب على يده بشدة وحزم دفاعا عن وحدة الجماعة وقداسة عقائدها وبالتالي تحقيق هدفها الكامن ببناء مجتمع ذو بعد واحد من خلال نبذ الحقائق الواقعية او تقليصها او مطها لكي تحافظ على ذلك النسيج المزعوم (الحقيقة الخالصة الخالدة).

وغالبا ماتكون ولادة اي ايديولوجية مرهونة بحراسة من سلطة قائمة او محتملة تستمد منها المشروعية وتعيد انتاجها بما تملكه من وسائل الهيمنة والسيطرة والاكراه .

مما سبق نستطيع القول بإن العقائد والايديولوجيات ولاسيما المنغلقة منها هي الجذر الرئيسي والنهائي لاي استبداد في المجتمعات السابقة والمعاصرة واي تزاوج بين عقيدة او ايديولوجيا والسلطة بمفهومها العام تؤدي الى ولادة مجتمعات مشوهة وانظمة منغلقة على نفسها تعاني من ضمور عنصر الفكر الحر (االمؤسس والجذر الرئيسي للمفاهيم الديمقراطية) وتتحول جراء ذلك الى العدمية على الصعيد المعرفي والى نسق مولد للاستبداد على الصعيدين الاجتماعي والسياسي

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...