كان كل شيء شاعرياً في مهاباد التي تعني بالكردية ” بلاد القمر ” المدينة التي كانت عاصمة ” أول ” جمهورية كردية ، كل شيء يحمل رياح التحدي حيث النساء يخطن أعلام الجمهورية في مقر الاتحاد النسائي الذي ساهمت مينا خان زوجة الرئيس قاضي محمد في تأسيسه وذلك ببيع مصاغها الذهبي ، الشبان مشغولون بالدفاع عن كيانهم الفتيّ يرددون النشيد القومي يرتدون ماتيسر من لباس الجيش الاحمر السوفيتي و الضباط متوشحين بالنياشين والرتب السوفيتية ،كان الرجال يحملون الكراسي الخشبية المجلوبة من باكو الأذربيجانية لمقرات الحكومة وكأن هذه الكراسي هي ملكهم ومستراحهم حيث سيجلسون عليها أمد الدهر زعماءاً مطوبين بسم كردستان … إلى مهاباد يتوافد الكرد من باقي الأجزاء مؤازرةً و دعماً ورفداً بالخبرات الشحيحة لإدارة دولة يُراد منها ان تعيش إلى جوار دول العالم الأخرى .
في مكتب قاضي محمد نقاشٌ محوره : ما التسمية التي سنطلقها على جنود الجمهورية ، رفض الحضور تسمية المجاهد أو الفدائي التي تماثل التسمية الفارسية للجنود ، في الأثناء يدخل حاجب الرئيس حاملاً بيديه الشاي لضيوف الرئيس ، وبلا استئذان يخرج صوتٌ من فم الحاجب ” بيشمركة ” نعم لنسمي جيشنا البشمركة ، بقي صدى صوت الرجل الكهل يجوب الغرفة ، اعتمدت التسمية التي عاشت أكثر مما عاشته الجمهورية ب ي ش م ر ك ة . مهاباد التي تعني أيضاً ” بلاد الجرح ” لم يلتفت إليها العالم حين التمست العيش ، وثائقها الدولية الرسمية اليتيمة كانت مع جمهورية أذربيجان الديمقراطية التي أعلنتها ( الفرقة الأذربيجانية ) زملاء الكرد الحالمين بالفكاك من تاج الشاه الكريه .
جاب الشبان حاملين السينما المتنقلة بين الأحياء والمدن الكردية بثاً للتوعية ، السينما التي بقيت إلى الآن في إيران حرفة كثير من المثقفين الكرد .. مهاباد والتي تعني أيضاُ ” بلاد الكرامة ” ينتفض شبانٌ لأجل واحدة منهم ، من جميلاتهم ، لما لا ؟ قبلهم قام قاضي محمد وضرب بكرسيه داخل إسار المحكمة التي حاكمته الضابط الفارسي الذي تفوه ببذاءات و سباب بحق الكرد . كرسي القاضي محمد هو الكرسي الكردي الكبير الذي يستحق أن يقبّل ، فكل كرسي كان جالساً عليه كان اعلى من كل كراسي الكون حينها .
نقلا عن صفحته على الفيسبوك