شمال كوردستان يشهد حركة غير طبيعية, اعتصامات, تظاهرات, تنديد, عصيان مدني, ملأ الساحات, بيانات ….الخ وطبعاً ليس لأجل كوردستان, ولا لأجل الحقوق الكوردية, ولا حتى طلباً لحرية عبد الله اوجلان, وليس طلباً لحقوق غرب كوردستان, ولا لحرية الشعب الكوردي في غرب كوردستان, باختصار هي مظاهرات واحتجاجات مساندة لمرسي المقيل, ودفاعاً وتأثرا وتباكياً على شهداء مصر…مصر التي جمعت مئات الآلاف من الكورد في شمال كوردستان, ولم تجمعهم دماء غرب كوردستان, لم تجمعهم جوع غرب كوردستان, لم تجمعهم دموع الثكلى واليتامى والأرامل, لم يتنازل أحدهم للسؤال عن وضع الآلاف من اللاجئين الكورد الى تركيا, لم يستحي من هؤلاء أحد حين يجد النساء الكورديات يفترشن الأرصفة, حين كانوا يأتون الى غرب كوردستان الشعب الكوردي كان في استقبالهم يؤمونهم في بيوتهم يفتحون لهم مكاتبهم ومحلاتهم وأسواقهم, وكان جُل هم معظم هؤلاء شراء ( شحاطات ومكانس تواليت) لبيعها في تركيا بأسعار باهظة, وهمهم التزوج من حورية لا تُقيد على دفتر العائلة في شمال كوردستان, هذه هي هموم أغلب كوردنا في تركيا, والأنكى من كل ذلك إنهم لم يحترموا لا دماء الكورد من شمال كوردستان التي تسيل اليوم في غرب كوردستان, ولا حتى دماء (5) آلاف من شباب وصبايا غرب كوردستان التي أريقت في سبيل القضية الكوردية في الشطر الشمالي من الوطن, وها هم اليوم يتظاهرون ويبكون دم على حبيب قلبهم مرسي.
أما الأحزاب الإسلامية في جنوب كوردستان فحدث ولا حرج هم أيضا وكي لا يقال عنهم قليلي نخوة وقليلي تضامن مع الحالة الإنسانية ها هم يجهزون العدة والعتاة ليتظاهروا لأجل الشعب في مصر, وربما يظنون أن غرب كوردستان تعيش في الفردوس, الشهداء والمفقودين والمغيبين والهاربين والجائعين والمحرومين….كلهم لم يهزوا شعرة في وجه هؤلاء, بل على العكس كان لهم (شرف)؟؟ القتال الى جانب التنظيمات المتطرفة ضد الكورد, في الوقت الذي كان يجدر بهؤلاء أن يقاتلوا في كركوك وخانقين وجلولاء وديالى ونينوى كي يعيدوها الى الحضن الكوردستاني, بدلا من التوجه الى غرب كوردستان وإلصاق السوء بسمعة الإقليم الذي لم يبخل علينا بشيء.
حقيقة هناك إجحاف بحق الكورد في غرب كوردستان من قبل التنظيمات الإسلامية الكوردية, هل يعقل أن يكون مرسي والمصريين أهم من الكورد في غرب كوردستان, وهل هناك نوعان من الإسلام, إسلام لغرب كوردستان وإسلام للشعب المصري.