انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عدم اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات ضد سورية رغم ارتفاع عدد القتلى وزيادة التهديد الذي يفرضه المتطرفون. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن القتال في غزة قد ساعد على التشويش على تطورات حرب أخرى بالشرق الأوسط أكثر دموية وأكثر أهمية للمصالح الأمريكية، حيث سقط أكثر من 700 قتيل في معركة واحدة في سورية، مع محاولة “الحكومة” استعادة حقل غاز سيطر عليه تنظيم “الدولة” أو داعش الذي أصبح يتحكم في أغلب مناطق شرق سورية وغرب العراق.
وترى الصحيفة أن من بين رهانات الولايات المتحدة في هذا الصراع متعدد الجوانب هو ما إذا كان العراق قادراً على البقاء، وما إذا كانت تنظيم “الدولة” سيكون له جذور، وهل سيستمر نظام الأسد، وهل ستصبح المنطقة قاعدة لهجمات إرهابية ضد الأراضي الأمريكية، ويصدر كبار مسئولي الإدارة الأمريكية تحذيرات بشأن هذا الاحتمال الأخير، إلا أن الصحيفة ترى أن إدارة أوباما لا تفعل الكثير لمعالجة تلك الأزمة، وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ذهب للقاهرة في محاولة لوقف إطلاق النار في غزة، لكن لم يحاول أي مبعوث رفيع المستوى أن يعمل على صيغة سياسية لتوحيد القوى المعتدلة في سورية والعراق ضد “الدولة”. ودعت الصحيفة إلى ضرورة دعم من وصفتهم بالمعتدلين في كلا البلدين بشكل سريع، ولاسيما المعارضة العلمانية في سورية، وكذلك ميليشيات كردستان العراق. واعتبرت واشنطن بوست أن قرار أوباما بالتراجع في سورية والعراق ساهم بشكل كبير في خلق التهديد الحالي للولايات المتحدة، وحذرت من أن استمرار السلبية سيزيد الأمور سوءا.