يخوض الشعب الكوردي دفاعا عن نفسه وعن الحضارة البشرية حربا ضروس فرضت عليه فرضا من قبل عصابات داعش الهمجية بعد ان قامت هذه المجموعات المنفلتة بجرائم دموية رهيبة بحق المدنيين العزل على طول الف كيلومتر من كوباني مرورا بسنجار والزمار ومخمور وأطراف من محافظتي كركوك و ديالى وانتهاء بالقرب من الحدود العراقية الايرانية بالإضافة الى جرائمها في محافظات نينوى وصلاح الدين والرمادي الشهيدة.
المقاومة البطولية هذه لم تعجب اطراف عديدة سواء على المستوى الداخلي او الإقليمي لم تعجب كل اولئك الذين في قلوبهم وعقولهم مرض وفوبيا كوردستان اللذين كانوا ولا يزالون يحلمون بإبادة الشعب الكوردي وإلغائه من على خارطة المنطقة وسحق طموحاته المشروعة ولذلك لم يكن غريبا ان يعلن البعض ان لا فرق بين داعش الارهابية و حركة التحرر الوطني الكوردي التي تكافح منذ عقود من اجل الحرية والعدالة والمساواة فالكوردي الجيد بالنسبة لهؤلاء هو الكوردي الميت حتى اذا كان المنتصر عصابة اجرامية كداعش.
الغريب ان بعض وسائل الاعلام المحسوبة على التيار العلماني وتحت يافطة حرية الاعلام وحق المتلقي في معرفة الحقيقة لا تتوانى عن نشر ادق التفاصيل عن اي تحرك عسكري كوردي لمواجهة عصابات الجريمة المنظمة ربما لتحذيرها وتقديم المعلومات الاستخباراتية لها سواء عن عدد المقاتلين في الجبهة المعنية او نوعية تسليحهم او اماكن تواجدهم ومحاور هجماتهم وأية معلومة صغيرة او كبيرة يتسنى لهذه الاجهزة والقنوات الفضائية معرفتها! وتتعالى هنا وهناك اصوات نشاز تحذر من الخطر الكوردي المزعوم! والدولة الكوردية القادمة! والعلاقات الكوردية المتميزة مع الغرب عموما والولايات المتحدة الامريكية خصوصا وكأنها جريمة بحق شعوب المنطقة ناسين ان اغلب دول المنطقة ان لم يكن كلها تتمتع بعلاقات وطيدة مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية هذا اذا لم تكن مجرد دمى يحركها الغرب متى ما يشاء وكيفما يشاء.
ان مصير الحملة الشعواء التي يتعرض لها شعب كوردستان من الاوساط المعروفة بتخلفها وعنصريتها وأحلامها الخرافية في انشاء امبراطوريات شمولية لن تكون بأفضل من كل الحملات التي شنت على مدى المائة عام المنصرمة ضد الشعب الكوردي اعتبارا من حلف سعدا باد وحتى اليوم والتي فشلت في اخماد لهيب الحرية وسحق الحركة الوطنية التحررية الكوردية وفشلت ايضا في دق اسفين بين الكورد و شعوب المنطقة التي لم يكن لها لا ناقة ولا جمل في الحرب العنصرية ضد شعب كوردستان ولا في حرمان هذا الشعب من حقوقه الانسانية المشروعة دون وجه حق.
ان مدة عقدين من الزمن فقط كانت كافية للشعب الكوردي في اقليم كوردستان ليثبت للعالم اجمع رغم ما شاب تجربته الوليدة من نواقص انه شعب السلام والبناء والتعاون المثمر و انه قادر على اقامة علاقات متوازنة مع القوى الاقليمية واغلب الاطراف الدولية ويشكل اليوم القوة الرئيسة في مواجهة الهمجية والتخلف وثقافة الغاء الاخر وعصابات الجريمة المنظمة و يحوز على احترام شعوب المنطقة والعالم المتحضر.
فوبيا كوردستان المستعرة حاليا لدى غلاة العنصريين ستصطدم بالتأكيد وحسب المعطيات على الارض بإرادة شعوب المنطقة من عرب وتورك وفرس والتي وفقا لروح العصر لم تعد تقبل التنكر لحقوق الشعب الكوردي ووجوده كأحد اهم المكونات الاساسية في المنطقة.
لقد تغيير العالم كثيرا الامر الذي لا يستطيع المصابين بفوبيا كوردستان ان يستوعبوه والكورد قادمون وبقوة على مسرح الاحداث رغم كل المعوقات.
نقلا عن موقع ايلاف