زينب خوجة: قراءة في رواية (Zêro) للشاعر الكوردستاني عزيز غم

Share Button

Zêro…
محاولة صراع هادئ مع رونق واقع يفرض لغته بتهميش انسانية وقدر يخترق أجواء ابتسام فيوغر الشتات لكتابة سأم حياة 11266644_377378185806173_580305200724398548_nوضحكات مهترئة تتجرع من ينابيع استمرارية البقاء ..

..رواية كوردية بقلم الشاعر الكوردستاني عزيز غم
جفين…
تبدأبانكار النسيان ومناجاة الوطن حينما يمرغ شدو أبنائه في أتربة رحيل وغربة أو بقاء صامت في زمن حياة تتسكع على حواف منهارة وحروب يصطنعها ظالم يرفض للشفاه أن تركل الكلمات من زنازين طال مكوثها وهي تجثم على صدر انسان عشق الخلاص ونادى رغم كل المحن بأن الحرية هي الوجود…
زيرو ..
ينفض التراب عن حكايا مخبأة في جعبة بيوت طينية في قرية لاتنسى أن تتنفس وربما تناستها أبجدية الحياة محض سخرية ..زيرو
المتواري خلف قصص الجدات وحزن يتيم حينما يمسك القلم ويطلق العنان للفكر والذاكرة العصية على النسيان فيعزف هنيهة هاهنا قصة عشق ويترجم للطبيعة معنى أن تكون منتميا للحب …
عزيز غم جفين
يروي لنا من خلال زيرو حكاية وطن وانسان.. كوردي هوية وانتماء يتنقل باسهاب لسرد تفاصيل حياة شخصيات الرواية الخاصة ومن ثم رصد حركة مجتمع وحاكم ومحكوم … لا يستطيع الكاتب عزيز أن يتجرد من كونه شاعرا فتتخلل روايته مقاطع شعرية ربما يناجي فيها محبوبته التي كثيرا ما تكون وطنا ويحاكيها دون أن يهمل عشقه للطبيعة وللأنثى المتمثلة في شخصية دارين الفتاة الكوردية المغتربة في لبنان حيث حياة أخرى بنكهة لاتشبه بيئة الكاتب الذي يضطر أحيانا كثيرة للمقارنة بين الناس هنا حيث كل شيئ يشبه الحياة والناس في وطنه باﻷخص الكورد حيث كتم اﻷفواه والتجريد من كل الحقوق وهو يواكب أحداث ماسمي بالربيع العربي فيتناول كل ماجرى خلال السنوات الفائتة من عمر الثورات في البلدان المجاورة بما فيها الثورة السورية التي لما تنتهي فصولهابعد وبالرغم من أن الرواية كتبت قبل أن تأخذ اﻷحداث في سوريا هذا المنحى الا أن الكاتب قد طرح نظرته المستقبلية للأحداث والتي نراها تتفق والوضع الراهن… ..كما ينتقل ليبين ما للكائنات من مكانة في ذاكرته فيجعلها تنطق وتحاكيه ويدخل في تفاصيل حياتهاويرسم لها ملامح تشبه الانسان فهي أيضا أرواح مثلنا تتألم وتفرح وتخبر الكاتب أنها قد سمعت عن الكورد وعن كل مايتعرضون له على يد حكامهم من عرب وفرس وترك فيبدع في الوصف ويختار كلمات كوردية سلسة تعيدنا الى ذاكرة اﻷمس فيستحضر شخصيات طالما أحببناها ويشخص جوانب هامة في حياة الكورد كيفية عيشهم واهم التقاليد السائدة بسلبياتها وايجابيتها بنكهة تجعل القارئ متلهفا لقراءة ما يلي..
يتحدث عن جرح وطن كامل من خلال مصارحة شخص لنفسه في تقييم أوضاع جل من يتعايش في زمن حرب تفرض لغتها وقوانينها الخاصة على سير مجتمع..الكاتب أحيانا نجده يستطرد في تناول بعض المواضيع فيتبين لنا مدى تأثره بالذي يجري حينما يمسك القلم فيتماهى في الكلمة وينسى أن يأمر ذاكرته بالكف عن سكب كل ذاك الزخم من المفردات المؤلمة كما أنه ينتقل بحركات مدروسة بين سرد اﻷحداث فمثلا يكون جالسا مع محبوبته أو ربما يكون وحيدا في طريق هارب مثله ليعود القهقرى لزمن فيه ثمة ذكريات فيتحدث عن موقف صديق أو أحد القرويين أو عن أمه التي فقدها وهو مايزال يرمق دراجته الهوائية التي نساها في سقيفة البيت في حين أنه مايزال ممسكا بيد دارين …
احيانا كثيرة يهتم الكاتب بجزئيات صغيرة
تستوجب الوقوف أمامها فهي تفاصيل يومية ربما لانعيرها اهتماما ولكن كل الخيوط الكبيرة تنطلق وتتجمع عندها فيكون جريئا في طرح أمور لايتقبل المجتمع الكوردي التحدث عنها بهذه العفوية التي ربما تكون مفرطة في حيثياتها مع انها أمور غرائزية جبل عليها الانسان ولايمكننا القطع بأنها غير موجودة أو غير صحيحة فمثلا يتناول جوانب من حياة المراهقين وتجارب صبيانية تضحكنا وتجعلنا نتوقف لحظة لنتأمل هذه الصراحة التي لانقوى على البوح بها … الكاتب يجيد تقمص الشخصيات فهو يعيش الحالة ويستطيع توصيل الفكرة والمعاناة وكأنه هو من يتلقى كل الضربات فيصور لنا حالة شريحة مجتمعية بأدق التفاصيل والقارئ عندما يقرأ هذه الرواية ،كل الشخصيات واﻷحداث تغدو لوحة او فيلما وكأننا نراهم ونعيش معهم فنضحك عندما نجد الشخصية تلهو وتجد متسعا للسعادة ويغزو الدمع أعيننا حينما تغدو الشخصية ضحية نظام ظالم ومجتمع ينهار ..زيرو الر واية الكوردية ولدت في وطن رزح تحت الحزن سنين عددا ومازال يتجرع الخوف والظلم بطرق جديدة قديمة وتعذيب ممنهج مع ارتشاف أقداح من عبق الحرية كلما اشتد ظلم الطغاة والولادة جاءت عقب مخا ض سوري نزف ابان ثورة كرامة ومازال النزيف مستمرا وامكانية الاجهاض مستحيلة رغم كل التدافعات والارهاصات فعقب كل ليل ثمة نهار …

ملاحظة :رواية zêro هي قيد الترجمة الى اللغة العربية

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...