إن زيارة السيد داوود أوغلو رئيس الحكومة التركية إلى أيران ما هي إلا لفك العزلة التي تعيشها الحكومة التركية خاصة بعد فشلها في الساحة الدولية و العربية و توجهه في السابق إلى اسرائيل لكي تضغط على امريكا لفك عزلتها و إعطائها المساحة الكافية للتصرف كيفما تشاء على الصعيد الإقليمي ( في شمال سوريا, شمال كردستان العراق ) مما ادى الى نتائج عكسية لهدفها في فك العزلة بسبب تصرفاتها الغير المسؤولة داخلياً و اقليمياً.
لذا توجه السيد داوود اوغلو إلى أيران لتأمين سوق تجاري للدولة التركية بالرغم من أن هناك تباين واضح بين السياسات الخارجية بالنسبة للوضع الإقليمي و التوجهات المذهبية للدولتين, لأن تركيا و السعودية و باكستان يمثلون تيار المذهب السني بالإضافة إلى مصر التي تعاني من أزمات أمنية و اقتصادية, أما التيار الثاني الذي يمثل المذهب الشيعي من ضمنها الطائفة العلوية في سوريا و الحكومة العراقية و فصائل من اليمن و لبنان و على رأسهم النظام الايراني.
مما أدى إلى وجود تنافس حاد و شرس بين المذهبين لقيادة و إدارة الأمة الإسلامية و بحسب مصالحها المذهبية, و بالرغم من وجود خلاف عميق بين الأتراك و الإيرانيين حول الملف السوري الذي مر به خمس سنوات على الأقل و كل طرف يريد تحقيق أجندة خاصة به ليجعل سوريا مرتعاً له مذهبياً و تجارياً و سياسياً أما الشيء الوحيد الذي يتقارب الطرفان و يتعاونان فيه معاً هو معاداة القضية الكردية و استخدام كافة الوسائل للقضاء على الحركة الكردية التي برزت على الساحة الدولية في الآونة الاخيرة , و بالرغم من عدم انسجام الحركة الكردية التي تطالب بحقوقها المشروعة أسوة بالقوميات الأخرى في الشرق الأوسط.
اما الاتفاق بين الدول الاقليمية ليس ضد جزء من كردستان بل بشكل عام ضد كافة اجزاء كردستان بما فيها كردستان سوريا حتى كردستان العراق التي تتمتع بحكم فدرالي ضمن الدولة العراقية منذ أكثر من عقد.
إذاً إيران و تركيا متفقتان على هدم و افشال كافة المحاولات التي تقوم بها الحركات السياسية الكردية الموالية لهما او الغير الموالية لهما بصدد حقوقهم المشروعة و انشاء الدولة الكردية ضمن جغرافيتها مع العلم نحن نعيش عصر الديمقراطية و الانسانية.
و بالمقابل ما هو المطلوب من كافة الأحزاب و الحركات الكردية على ضوء ما يجري في هذا العصر هو ترك الخلافات الجانبية التي لا معنى لها و ترك التعصب الحزبي الضيق أمام القضية الكردية حسب المعطيات التي يمر بها الشرق الأوسط الجديد من إعادة رسم الحدود الدولية من ناحية و من ناحية أخرى توصل كافة الأحزاب و الحركات الكردية إلى اتفاق حول نقاط مشتركة و برنامج خاص لإنقاذ الوطن في هذه الظروف الملائمة لتحرير الشعب الكردي من العبودية و الاستعمار.
7/03/2016