حضت روسيا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، اليوم، على دعم وقف إطلاق النار في سورية الذي أعلن أمس وتعرض إلى خروقات عدة، تزامناً مع إعلان أنقرة رفضها مشاركة «وحدات حماية الشعب الكردية» و «حزب الاتحاد الديموقراطي» في محادثات أستانة.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين إن «التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا من الممكن أن يجرى غداً على رغم من أن أعضاء في مجلس الأمن أوصوا بتعديلات على مسودة القرار ومن المرجح أن يخضع لمراجعة».
وأضاف قائلاً «أعتقد أن تلك التعديلات يمكن تضمينها بسهولة في مشروع القرار». ولم يتضح على الفور إن كان مشروع القرار سيحظى بتأييد واسع.
وقال ديبلوماسي غربي فضل عدم ذكر اسمه إن النص سيجري دراسته عن كثب خلال الليل.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو تحدثا هاتفياً وبحثا أموراً تتعلق بالوثائق التي وقعتها الحكومة السورية والمعارضة.
وأضافت أن الوزيرين اتفقا على أهمية أن تلتزم كل جماعات المعارضة بوقف إطلاق النار في سورية وأن تظهر نهجاً بناءً قبل اجتماع أستانة.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده سترحب بمشاركة الولايات المتحدة في محادثات السلام السورية المزمع إجراؤها في أستانة، لكن «وحدات حماية الشعب الكردية يجب ألن لا تشارك».
وتابع: «إذا ألقى حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب السلاح وأيدا وحدة أراضي سورية فيمكن إدراجهما في إطار حل شامل».
ومن جهته، قال تشوركين للصحافيين إن سبع جماعات مسلحة تمثل 60 ألف مقاتل وافقت حتى الآن على المشاركة في المحادثات وإن جماعات أخرى ستكون موضع ترحيب.
وأضاف قائلاً «كل أولئك الذين يريدون حقاً الدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة.. من يعتبرون أنفسهم معارضة لكنهم على استعداد للدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة هم مرحب بهم للحضور إلى أستانة».
وفي السياق نفسه، قال مكتب رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف اليوم، أنه أمر وزارة الخارجية بالتحضير لاستضافة المحادثات في شأن سورية في العاصمة آستانة في المستقبل القريب.
وساد الهدوء على الجبهات الرئيسة في سورية بموجب اتفاق روسي – تركي، باستثناء خروقات أبرزها اشتباكات قرب دمشق، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأكد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «الهدوء يعم غالبية المناطق السورية منذ سريان الهدنة منتصف ليلة الخميس – الجمعة»، مؤكداً «عدم تسجيل استشهاد أي مدني منذ بدء تطبيق الاتفاق». لكنه تحدث عن خرقين رئيسين قرب دمشق وفي محافظة حماة (وسط).
وأفاد «المرصد» بأن «اشتباكات رافقها قصف مروحي لقوات النظام على مواقع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في منطقة وادي بردى قرب دمشق»، من دون أن «تعرف هوية الطرف المسؤول عنها».
وقال أحد السكان في منطقة قريبة من الاشتباكات «كانت أصوات القصف قوية جداً خلال الصباح… ارتج المنزل اكثر من مرة على وقعها». وأضاف: «كنت متفائلاً بالهدنة لكن الوضع اليوم يشبه الأمس. لم يختلف كثيراً».
وفي ريف حماة الشمالي، قال المرصد إن «طائرات سورية 16 غارة على بلدات عدة»، من دون توافر اي حصيلة للضحايا، موضحاً أن «غالبية الفصائل الموجودة في المنطقة هي فصائل معارضة وبعضها موقع على اتفاق وقف إطلاق النار».
على جبهات أخرى، استمر الهدوء في مناطق تحت سيطرة الفصائل وتحديداً في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وإدلب (شمال غرب)، لم يسمع أصوات قصف أو غارات منذ منتصف الليل.
وانتقد ناطق باسم «جبهة فتح الشام» التي كانت تسمى في السابق «جبهة النصرة» اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن الحل السياسي في ظل هذا الاتفاق «يثبت أركان النظام»، موضحاً أن «الحل هو بإسقاط النظام المجرم عسكرياً».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أمس، أن النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة اتفقوا على وقف لإطلاق النار. وصرح بوتين أنه «تم توقيع ثلاث وثائق الأولى بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة حول وقف لإطلاق النار على مجمل الأراضي السورية»، موضحاً أن وثيقة أخرى تشمل مفاوضات السلام. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ منتصف الليل.