بعد ايام قليلة ينعقد المؤتمر الرابع عشر لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا.
هذا المؤتمر هو الامل الذي ينتظره جميع الرفاق اعضاء الحزب ومعهم الآلاف من ابناء شعبنا الكوردي المؤيّدين والمؤازرين له ، آملين منه نتائج تاريخية في مصير ومستقبل الشعب الكوردي بكوردستان روج آفا .
فالتقدمي هو اول حزب كوردي ظهر على الساحة السياسية الكوردي بكوردستان سوريا منذ الخمسينات وكان دوما صاحب المواقف الوطنية والقومية فكان سباقاً في حماية المواطن الكوردي من بطش البعثيين الشوفينيبن الذين كان هدفهم طمث الهوية الكوردية في هذا الجزء من كوردستان ،ومن غدر بعض المتسلقين الكورد الذين كانوا يدفعون بالشعب الكوردي نحو التهلكة تحت شعارات براقة ، وعمل التقدمي جهاداً للتوازن بين الموقفين القومي والوطني بشكل عام
ولم يؤثر ذلك ابداً على موقفه القومي للكورد والقضية الكوردية في الاجزاء الاخرى فكان واضحاً وذو خط ثابت مع جميع الاحزاب الكوردستانية .
واليوم وبعد مرور اكثر من خمس سنوات من الثورة السورية وتحول هذه الثورة الى اقتتال طائفي في سوريا نتيجة استخدام النظام لآلة القتل والتدمير في كافة المناطق السورية واستخدامه ابشع الجرائم في حق الانسانية ولم يترك قرية او بلدة اومدينة إلا واستخدم فيها آلته العسكرية من جهة ،وتحول اغلب الكتائب المقاتلة في الجيش الحر الى كتائب اسلاموية متطرفة وخاصة داعش والنصرة بعد ان اصبحت المعارضة السورية اداة بيد دول اقليمية وخاصة تركيا وايران والسعودية وقطر من جهة ثانية.
هذه الامور مجتمعة جعلت من الشعب السوري عامة والشعب الكوردي على وجه الخصوص بترك ارضه وموطنه وخاصة بعد تسلط حركة ( تف.دم) على القرار السياسي وفرض مجموعة من القرارات وخاصة التجنيد الاجباري التي ساهم وبشكل كبير من جيل الشباب الى ترك موطنه ،كذلك المجلس الوطني الكوردي الذي يعتبر الشريك في هذه الهجرة الكبيرة باعتباره قيادة من قيادات الحركة الكوردية ويقع على عاتقه حماية الارض والشعب طالما اختر من قبل جزء واسع من الشعب الكوردي ،لكنه مع الأسف ترك الساحة لحركة ( تف.دم) بحجج ان هذه الحركة لا تسمح له القيام بواجبه .
لكن الكل يعلم ان هذا المجلس لم يكن لديه منذ تأسيسه اي برنامج واضح يسير عليه ويضع البرامج والخطط الكفيلة بحماية الارض والشعب الكوردي في كوردستان روج آفا وإنّ اغلب قادة احزابه تركوا الوطن قبل ان يتسلط ( PYD) على على القرار السياسي .
من ناحية ثانية اصبح هذا المجلس شريك الاتلاف الوطني السوري المعارض وفي كل يوم يقوم اعضاء قياديين امثال ( هيثم المالح ،نواف البشير .فايز سارة ،ميشيل كيلو ….وووو) يصرحون في كل مناسبة التصريحات الاستفزاية للكورد ولا يعترفون بالكورد في سوريا على انه شعب يعيش على ارضه التاريخية منذ عشرات السنين وعليه كان الواجب الاخلاقي يحتم على هؤلاء الممثلين القياديبن في الاتلاف السوري المعارض الاعتراف بالشعب الكوردي والاعتراف بكامل حقوقه وفق العهود والمواثيق الدولية واحترام الوثيقة الموقعة بين الإتلاف المعارض والمجلس الوطني الكوردي.
ونتيحة لهذه الآراء الشاذة فقد توجه غرباء الشام وجبهة النصرة وغيرهم من الكتائب الارهابية بقيادة نواف البشير للسيطرة على على المناطق الكوردية بمحافطة الحسكة وكانت البداية من سري كانييه حيث دافع ابنائها وخاصة قوات ال ( YPG- YPJ- Şervanê Pêşveru) بكل اخلاص وايمان عن مدينتهم فهرب الاعداء خائبين ولا ننسى ابدا ما قاله نواف البشير : لقدنا خسرنا المعركة لان عبد الحميد درويش وفر الحاضنة السياسية للقوات الكوردية .
وكذلك توجه داعش مؤخراً لاغلب القرى والبلدات الكوردية في كوباني والتي ادت الى هجرة جماعية بمئات الآلاف من المواطنين الكورد في تلك المناطق الكوردية والى ترك قراهم وممتلكاتهم وعدم وقوف المعارضة السورية بواجبها الوطني والاخلاقي لمساعدة ابناء شعبنا الكوردي في كوباني التي اصبحت رمزاً للحرية بعد ان كسروا شوكة داعش وتم طردهم على يد ابناء كوباني الصامدة وخاصة قوات ( YPG- YPJ) وبعض الكتائب المنضوية تحت لواء بركان الفرات ،ومساعدة قوات البيشمركة الابطال الذين دافعوا عن كوباني بكل شرف واخلاص وبغطاء جوي من قوات التحالف بقيادة امريكية.
والآن وبعد دخول روسيا بهذا الكم الهائل من القوة والاسلحة في سوريا جعلت الاوضاع اكثر حساسية ويتطلب من الكورد بكوردستان سوريا ان يكون لهم موقف وقرار واضح وبرأي موحد لحماية الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في كوردستان روج آفا.
من هنا يقع على عاتق اعضاء المؤتمر في المؤتمر الرابع عشر لحزبنا ان يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم ويناقشوا وبكل شفافية كل المواضيع على الساحتين الكوردية والسورية وان يراجعوا ما حصل في الفترة الفائته ، وان يخرجوا بقررات تخدم الكورد والقضية الكوردية في كوردستان روج آفا .
-الموفقية والنجاح للمؤتمر الرابع عشر لحزبنا الديقراطي التقدمي الكوردي في سوريا .
– نعم للحقوق القومية الكوردية المشروعة للشعب الكوردي بكوردستان روج آفا.
المانيا 8/11/2015