رسالة نوروز

رسالة نوروز

في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام يحتفل شعبنا الكردي منذ آلاف السنين بعيده القومي عيد نوروز، الذي يجسد إرادة الشعب الكردي وطموحه في التحرر من الطغيان والعبودية والعيش بحرية وكرامة، ففي مثل هذا اليوم رفع كاوا ” الحداد” شعلة الحرية، وقاد جموع الشعب وتمكن معهم من وضع حدٍ للطغيان وظلم الطاغية ” ازدهاك “، وابتهاجا بهذا النصر نزل الكرد إلى أحضان الطبيعة يحتفلون بهذا اليوم البهيج الذي تزامن مع حلول تباشير الربيع بعد قسوة الشتاء والذي عد بداية لعهد جديد، وبداية للسنة الكردية الجديدة.

يأتي احتفال نوروز هذا العام والأزمة السورية دخلت عامها الثامن ولا زال شعبنا السورية يعيش أوضاعا مأساوية في أغلب مناطق البلاد، بسبب رحى الحرب الدائرة التي لا زالت تحصد أرواح العشرات في كل يوم وتخلف المزيد من الدمار في قرى ومدن بلدنا سوريا، مما يستدعي وقفة جادة ومسؤولة من جانب المجتمع الدولي والنظام والمعارضة بالجلوس على طاولة الحوار لإنهاء معاناة السوريين وإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة كونه الخيار الوحيد لإيقاف نزيف الدم في سوريا.

ويتزامن قدوم النوروز هذا العام ومنطقة عفرين تشهد أوضاعاً كارثية نتيجة لاستمرار العدوان التركي على الشعب الكردي الذي أوشك أن ينهي شهره الثاني، والذي خلف المئات من الشهداء والجرحى، وتسبب في نزوح الآلاف من أبناء شعبنا الذين يعيشون في ظروف استثنائية صعبة وقاسية للغاية، كل هذا يجري أمام مرأى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكنا ويضع حدا لعجرفة النظام التركي ومرتزقته، وبهذه المناسبة فأننا ندعو الضمير الإنساني إلى التحرك العاجل لإنقاذ عفرين وشعبها من كارثة إنسانية كبيرة.

وبهذه المناسبة العزيزة فأننا نتوجه بالتهاني الحارة لأبناء شعبنا الكردي في كل مكان، وندعوهم إلى إحياء النوروز بشكل حضاري، وذلك بإيقاد الشموع على أرصفة الشوارع وشرفات المنازل  ليلة العيد والابتعاد عن إشعال الإطارات في الشوارع، وإلغاء كافة مظاهر الاحتفال تضامناً مع أبناء شعبنا في عفرين.

عاش نوروز رمزا للحرية والكرامة

قامشلو  : 16 – 3 – 2018

  المكتب السياسي

                     للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا