في الحادي و العشرين من شهر آذار من كل عام يحتفل شعبنا الكردي بعيده القومي ( عيد نوروز )، ففي هذه المناسبة التاريخية التي تجسد إرادة الشعب الكردي وطموحه في التحرر والانعتاق من الطغيان والعبودية والعيش بحرية وكرامة، رفع البطل كاوا ” الحداد ” شعلة الحرية وتمكن من وضع حد لطغيان ” ازدهاك “، وابتهاجا بهذا النصر نزل جموع الشعب إلى احضان الطبيعة ليحتفل بهذا اليوم البهيج الذي تزامن مع حلول الربيع بعد قسوة الشتاء والذي عد بداية لعهد جديد وبداية للسنة الكردية الجديدة .
يا أبناء شعبنا الأبي
يتزامن احتفالات نوروز هذه السنة والأزمة السورية تدخل عامها السابع ولا يزال مسلسل القتل والتدمير والحرب الأهلية الطاحنة تأكل الأخضر واليابس في بلادنا، هذه الحرب التي شردت وهُجرت أكثر من نصف سكان سوريا إلى الدول المجاورة والمهاجر الأوربية الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية وصعبة للغاية. وتنامي المنظمات الإرهابية التي باتت تهدد ليس فقط الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة بل العالم بأسره، مما يستدعي بتصورنا تضافر الجهود الدولية والمحلية للقضاء على هذه الآفة والبحث بشكل جدي عن تسوية سياسية تلبي مطالب السوريين في الحرية والكرامة وفي نظام ديمقراطي تعددي ، يقر ويصون حقوق كافة مكونات المجتمع السوري، ومنها الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف4 التي لم تعط نتائج توقعها المواطن السوري المتلهف للأمن والاستقرار، وكانت ضربة قاصمة لتطلعات الشعب الكردي القومية إذ خلت الوثيقة التي قدمها المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا إلى النظام والمعارضة من أي إشارة إلى الحقوق القومية للشعب الكردي الذي عانى الأمرين على أيدي الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم في البلاد نتيجة سياسات الإقصاء والتهميش والمشاريع العنصرية بحقه.
من هنا نود ان نؤكد مرة أخرى على موقف حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ومبادراته ودعواته المتكررة إلى بناء مركز للقرار السياسي الكردي في سوريا وتشكيل وفد كردي موحد يكون ممثلا حقيقيا عن الشعب الكردي في مثل هذه المحافل، لأننا نعتقد أن غياب التمثيل الكردي في جنيف كان السبب وراء عدم تضمين وثيقة ديمستورا لمطالب الكرد، بسبب حالة التشتت والانقسام التي تعاني منها الحركة السياسية الكردية، كما لا يفوتنا الإشارة إلى قيام الأسايش بقرار من الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ( PYD) بإغلاق مكاتب الأحزاب الكردية بذريعة عدم وجود تراخيص لها، حيث كان لحزبنا نصيب وافر من هذا القرار التعسفي، إذ أقدمت هذه الجهات على إغلاق مكاتب حزبنا في كل من سريه كانيه، تل تمر، درباسية، قامشلو شرقية، قاعة المؤتمرات في قامشلو، كركي لكي، الحسكة، ديريك، عامودا.
إننا في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في الوقت الذي نحيي يوم نوروز فإننا ندين ونشجب هذه الأعمال والممارسات التعسفية، التي تعّقد المشهد السياسي الكردي، وتعمق الشرخ في الشارع الكردي بشقيه السياسي والشعبي، ولن تخدم مصلحة شعبنا الكردي في سوريا.
وبهذه المناسبة المجيدة نتقدم بالتهنئة إلى أبناء الشعب الكردي في كافة أنحاء العالم، وابناء الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، بقدوم العيد القومي الكردي ” عيد نوروز ” .
ونؤكد على ضرورة الاحتفال بكل حضاري يليق بقيم ومعاني نوروز، بالابتعاد عن اشعال الإطارات والنيران داخل المدن وفي الساحات العامة، والاكتفاء بإيقاد الشموع على اسطح المنازل وعلى الأرصفة عشية العيد في (20 أذار).
عاش نوروز رمزا للحرية والكرامة
وكل نوروز وشعبنا بخير
قامشلو:
19/3/2017
اللجنة المركزية
للحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا