د.عاصم قبطان: لأول مرة يشترك النظام و المعارضة في توجيه الصفعة لروسيا

Share Button

تخطئ روسيا و غيرها عندما تتصور و تعتقد بأنها تستطيع أن تُدجن و تُفصل المعارضة السورية المدنية السياسية على المقاسات التي تحددها و ترغب بها و ذلك من خلال زجها ببعض download-52الأسماء التي لم يكن لها أي علاقة من قريب أو بعيد بالمعارضة و آخرون انسلخوا عن انتمائهم و غادروا قناعاتهم التي ادعوا بها لكي يتصدروا المسيرة و قبلوا بالدعوات الشخصية على حساب علاقاتهم المفصلية سواءٌ الذين خرجوا على خط هيئة التنسيق أو الذين خرجوا على خط و رؤية هيئة العمل الوطني الديمقراطي هؤلاء ليسوا بالضرورة الممثلين الحقيقيين لكوادر هذه الهيئات السياسية حتى و لو كانوا في أعلى المواقع و أكبر دليل تلك الانتفاضة و الإعتصام الذي سمعنا و قرأنا عنها في مقر هيئة التنسيق بدمشق احتجاجاً على مشاركة هؤلاء في هذا اللقاء الميت مسبقاً ، و هيئة العمل الوطني الديمقراطي التي كان لي شرف ترأس مؤتمرها الأول و إعلان قيامها في أوائل أيار من عام 2014 و التي بررنا و ساهمنا في قيامها انطلاقاً من رفضنا المطلق للهيمنة و الشخصانية التي تميزت بها بعض المواقع السياسية المعارضة الأخرى ، و التي وُجِهَت لبعض أفرادها الدعوات الشخصية من قبل الجهة الروسية الداعية إلى لقاء موسكو و الذي أسقطت فيه دور المؤسسات السياسية التي تتصدر المعارضة السياسية في الداخل و ليس غريباً أن يكون ما تبقى من هيئة العمل الوطني هم نفس الأشخاص الذين تلقوا الدعوات للقاء موسكو ليس إلا ، لقد قلنا سابقاً أن الإرادة الروسية وقعت في الفخ الذي نصبته لها الإدارةُ الأمريكية ،أرادت موسكو أن تثبت أن لها دورها الفاعل في الواقع السوري من خلال الإصرار على عقد اللقاء بمن حضر ، لا بل أكثر من ذلك فإنها ألغت أي اعتبار لأولئك الذين دعتهم للحضور دون تحضيرٍ مسبق و دون جدول أعمال ، و قناعتنا أن لقاء موسكو لن يؤدي إلى أي انفراج في الاستعصاء السوري و بدون شك و لا يستطيع أحد أن يلوم النظام فقد كان من حقه الكامل أن لا يولي اللقاء الموسكوفي أي إهتمام لمعرفته المسبقة بطبيعة أولئك المدعوين و مستوى تمثيلهم و هذا ما دعاه لتخفيض مستوى الوفد الذي سيشارك في اللقاء ليكون برئاسة المندوب السوري في الأمم المتحدة السيد الجعفري و الغير مخول طبعاً بأتخاذ أية قرارات مصيرية ، النظام في سورية كان و ما زال يردد مع من سنتفاوض و ماذا يمثلون من ثقلٍ على الأرض ، و لأول مرة يمكن القبول بأن النظام و المعارضة السورية المدنية الحقيقية يلتقيان في تقييمهما المتوازن و المتطابق للمبادرة الروسية ، و هكذا يشترك النظام و المعارضة و لآول مرة في توجيه الصفعة لروسيا حيث باتت الأجندة الروسية مغايرة للمصلحة السورية و لأيٍ من فرقائها و لدى أيٍ من المستويات .

إن الأمانة الوطنية تقتضي وضع الإصبع على الجراح التي ما زالت تنزف و تكلف سورية و شعبها بكل مكوناته أثماناً غالية و لربما حان الوقت للنظام بإعادة القراءة و تحليل المعطيات بجدية بما فيه مصالح كل مكونات الشعب السوري ، كل الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري و للنظام باتوا يدركون بواقعية أن التشنج و التشبث بالحل العسكري لم يؤتي أكُلهُ ، و بات المحللون السياسيون من أصدقاء النظام يرددون قناعاتهم بضرورة القناعة الحقيقية بضرورة القبول بالحل السياسي التفاوضي ما بين كل الفرقاء ، مصلحة السوريين ( النظام و ما يسمى بالمعارضة و الموالاة و الفئات الصامتة ) تتطلب من الجميع انتهاج طريق الحقيقة و سد الذرائع ، بكلِ أسى لقد أثبتت غالبية القوى السياسية العاملة سواءٌ في الداخل أو الخارج عن جنوحها عن الطريق التي يتحقق من خلالها مصلحة السوريين من خلال التزام هذه القيادات بمصالح القوى الإقليمية و الدولية التي تقف خلفها و تدعمها و من خلال ذلك باتت ممثلةً بصورةٍ أو بأخرى لمصالح تلك القوى الإقليمية و الدولية و هذا ما أدى إلى تشرذمها و ضعفها و عدم تآلفها ، لماذا نطالب النظام بالتفاوض أو الحوار مع ما اصطلح على تسميته بقوى المعارضة ، و مع من سوف يتفاوض أو يتحاور النظام ، و مسميات المعارضة فيما بينها ما زالت عاجزة عن الوصول إلى قواسم مشتركة تجعلها قادرةً على الجلوس على طاولة التفاوض .

هذه القيادات التي فقدت بريقها و فشلت في توحيد أهدافها لا بد لها من التنحي جانباً ، و أصبح من الضروري مقاربة المشكلة السورية بأسلوبٍ مغاير و إتاحة المجال للنخب السورية المثقفة سواءٌ من المعارضة أو الموالاة أو الفئات الصامتة أن تتصدى لأخذ دورها في إنقاذ سورية وطناً و أرضأ و شعباً و أن تنتفض و تنفض الغبار و الإتكالية و أن تأخذ دورها الحقيقي في رسم خارطة الطريق للوطن و خلاصه فهي التي تحصر ولائها لسورية الوطن و الأرض ، و التي تؤمن بالحل السياسي و التي تؤمن بوحدة سورية و التي تؤمن يأن سورية لكل أبنائها و تعبر عن رأيها و تقدم مصلحة سورية على أي مصلحة أخرى و تقول كفى كفى ، فمن المؤكد أن القناعة تترسخ لدى السوريين يوماً بعد يوم بأن الحل لا يمكن إلا أن يكون سورياً بامتياز ، و لن يتحقق ذلك إلا بالتقاء السوريين داخل الوطن دون قيودٍ أو شروط .. و للحديث بقية .

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 648 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 648 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...