نشرت جريدة كردستان التي يصدرها الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا في عددها (519) الصادر في 1-9-2015 مجموعة من المقالات حول تمديد ولاية الرئيس مسعود البارزاني لسنتين، والخلافات التي نشبت حول هذا الموضوع بين الأحزاب الكردستانية العراقية.
أحداهما تحت عنوان ” التدخلات الإيرانية في إقليم كردستان ” للسيد محمد إسماعيل عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا والأخرى للسيد محسن طاهر عضو المكتب السياسي للحزب المذكور تحت عنوان ” لماذا البارزاني “.
فالسيد إسماعيل يكيل التهم جزافاً بحق الأحزاب الكردستانية في الإقليم وخاصةً التي تبنت موقفاً من عملية التمديد لا يتطابق مع موقف ورؤية الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق الشقيق ويتهمهم بشكل أو بأخر بتنفيذ أجندات إيران في الإقليم، حيث يورد في مقالته “إيران تعتبر نفسها وصية على قسم من إقليم كردستان (محافظة السليمانية ) وهي تسعى أن يكون كامل الإقليم بمثابة محافظة إيرانية، وتؤثر على مواقف الأحزاب الكردية هناك ( الاتحاد الوطني الكردستاني, كوران, الاتحاد الإسلامي كوملة )،وترسم لهم دائرة تحركاتهم”، ولا ينسى السيد محمد إسماعيل وفي هذا السياق أن يتهم حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بهذه التهم الباطلة والسخيفة إذ يقول بالحرف ” كما أن عرقلة احد أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا لأعمال المجلس الوطني الكردي في سوريا، وعدم المشاركة في لجانه وهيئاته وهو ينتظر ما بعد 20 آب 2015 ليقرر فيما بعد موقفه”.
أما السيد محسن طاهر فأنه يوزع صكوك الغفران والوطنية إذ يتهم الاتحاد الوطني الكردستاني بمعاداته لتطلعات الكرد وشق وحدتهم ” كما أن يحارب البارزاني من طرف يتشدق بالاتحاد والوطنية والكردستانية ظاهراً بينما جوهره قائم على معاداة تطلعات الكرد وشق وحدتهم، والعمل مخلصاً مع خصوم القضية, والجلوس على مائدة السلطان، معتمراً عمامة الوالي، ومتباهيا بعباءة ولي الأمر”.
وللرد على هذه الترهات نود أن نؤكد على بعض الحقائق التي يعرفها كل كردي مهتم ومتابع للشأن الكردي سواءً في كردستان العراق أو في سوريا, فالاتحاد الوطني الكردستاني حزب رئيسي وأساسي على الساحة الكردستانية في العراق، وله أنصار ومؤيدين وبيشمركة بواسل رووا ولا زالوا بدمائهم الطاهرة ارض كردستان، وهو حزب القائد الكبير ( مام جلال )، الذي يشهد له الخصوم والأعداء قبل الأصدقاء بحنكته السياسية وبمواقفه الوطنية والقومية، وبتضحياته من اجل امن واستقرار الإقليم, وللاتحاد الوطني الكردستاني مشروع قومي واضح المعالم يستند على رؤية علمية وتحليل واقعي وموضوعي لتطورات الأحداث في عموم كردستان، وهو حليف وشريك في الاتفاقية الإستراتيجية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق وليس خصماً له كما يريد السيدان إسماعيل وطاهر، ويدير الحزبان الرئيسيان (YNK – PDK) الإقليم منذ سنوات وهذه الحقيقة البسيطة يعرفها الكرد والكردستانيون في كل مكان، فلماذا هذا التحامل على هذا الحزب المناضل يا سادة يا فطاحل السياسة الكردية في سوريا وهل بهذه العقلية سيتحقق التوافق في السياسة الكردية في الإقليم وكذلك في سوريا، وحشر اسم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في مقالة الأستاذ محمد إسماعيل أمر غير مفهوم على الإطلاق وأن دلّ على شي فإنما يدل على حقد دفين أعمى يحمله السيد إسماعيل يبدو أنها من موروثات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ولم يستطع التخلص منها حتى تاريخه, وأودّ أن اذكر السيد إسماعيل بأن الذي عطل المجلس الوطني الكردي هو حزبك وحزبك فقط وخاصة بعد تأسيس الاتحاد السياسي الذي حمل فيما بعد اسم PDK-S وانتم من حولتم المجلس إلى مرتع وتابع لحزبكم وهذا كان سبباً رئيسياً في اتخاذ حزبنا لقراره بعدم المشاركة في لجان المجلس الوطني الكردي لأنها فرغت من محتواها وأصبحت اللجان والمجلس كلها برسم الـ PDK-S ولان التقدمي الذي نادى وينادي على مدى أعوام تأسيسه منذ 1957 وحتى يومنا هذا باستقلالية القرار السياسي الكردي، وضرورة احترام خصوصية الحركة الكردية في سوريا، ورفض التدخلات في شؤونه من أي جهة كانت.
كلمة أخيرة أننا في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا من دعاة تحسين وتطوير العلاقات مع كافة الأحزاب الكردستانية في جميع أجزاء كردستان، وتربطنا مع الاتحاد الوطني الكردستاني علاقات تاريخية تمتد لعقود من الزمن ونفتخر بهذه العلاقة المتينة المبنية على الاحترام المتبادل، وتربطنا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق أيضا علاقات طيبة وقوية وخاصة مع رئيس الحزب ورئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني، ولعب سكرتير حزبنا السيد عبد الحميد درويش دوراً في تنقية الأجواء الكردستانية والوصول إلى توافق حول مسألة التمديد للرئيس البارزاني .
أما أن نجعل من أنفسنا طرفاً فهذا ليس من مهمتنا فالأحزاب الكردستانية المعنية بهذا الشأن تتشارك معاً في البرلمان والحكومة ومن مقدورها الوصول إلى توافق لحل هذه الإشكالية، ونستطيع القول جازماً بأنها قادرةً على تحقيق ذلك.
وهنا يتبادل إلى الذهن سؤال بسيط لماذا يحشر السيد إسماعيل أنفه في موضوع اكبر منه ولا يستطيع أن يؤثر في مجرياته قيد أنملةً أليس من باب صب الزيت على النار، التي غالباً ما تحرق الأصابع، وأخيرا فان السيد إسماعيل وطاهر ما يكفيهما من المشاكل الداخلية لحزبهم وانصحهم بمعالجة هذه المشاكل التي تكفيهم لسنوات وسنوات.
الدكتور احمد بركات : عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا